طيف زارني .. يستنهض الإمام المهدي عليهالسلام
ديوان الشيخ محسن أبو الحب
أتحكي النار مهجتي إضطراما= أم الأنوار مقلتي إنسجاما
أم الورقاء صادحة سحيرا= يشابه قلبها قلبي هياما
هداك الله قلبا مستهاما= يجدد كل يوم لي غراما
يشوق وكلما سنحت مهاة= فيمنع شوقه عني المناما
وطيف زارني وهناً فلما= إنتبهت له إستقل وما أقاما
وذكرني الخيام وحي سلمى= ولا حيا رأيت ولا خياما
أجبنا يا هوى داعيك لما= دعا وإقتاد أصعبنا زماما
رويدك بالقلوب فما نراها= تطيق بما تحملها قياما
أراني كلما زادت همومي= بحرب الدهر زادتني إهتماما
يكلفني بصحبة كل وغد= ويمنع صحبتي القرم الهماما
رجال كنت أحسبها ليوثا= أراني اليوم اسرحها نعاما
صحبتهم وكلهم طغام= فعذرا أن يرى صحبي طغاما
إذا نطقوا حسبتهم بهاما= وإن صمتوا حسبتهم رخاما
أو إنتسبوا فأعلاهم محلا= أشدهم على الظلم إقتحاما
أحن الى الكرام ولا أراهم= كأن الله لم يخلق كراما
بلى خلقوا ولكن غادرتهم= يد الأيام أشلاء رماما
متى يا أيها المحجوب عنا= تزيل بضوء طلعتك الظلاما
أغثنا بالذي سواك شرعا= فقد بلغ العدو بنا المراما
أما وأبيك لا يرضى وترضى= إذا ما قمت منتضيا حساما
طغت حتى الكلاب الجرب لما= أطلت فداك أنفسنا المقاما
لقد شابت نواصينا إنتظارا= ولم نشدد لنصركم جزاما
بنفسي غائبا عن كل عين= تمنى أن تراك ولو مناما
ليهدي الله عميانا ويعمي= بها من كل بعد هدى تعامى
ولم يعهد سواك أبي ضيم= فما لك بت موتورا مضاما
صبرت وأنت أقدر من عليها= إذا رمت إنتظارا وإنتقاما
على نوب تكاد الأرض منها= تسيخ وتسقط السبع إنهداما
هوت أفلاكها وأبيك لو لم= تكن يابن الكرام لها قواما
حرام لذة الدنيا علينا= كأن الله كونها حراما
وحاشا بل لأنكم حرمتم= جناها فإجتنبناها إحتراما
رزيتم بالحسين وأين مثل= الحسين إذا عقاب الفخر حاما
فلا والله لا أنسى رجالا= لكم في الطف جرعت الحماما
نجوم كلهم كملت بدورا= فما منها ترى الا تماما
وما زادوا على السبعين لكن= ترى كلا بمركزه لهاما
وفوا لله فيما عاهدوه= فوفاهم أجورهم تماما
ولا والله لا أنسى رضيعا= لكم في الطف تعفوها اليتاما
فهذي غير واجدة خمارا= وهذي غير واجدة لثاما
كل تشتكي وجدا ولكن= سياط القوم تمنعها الكلاما
كفاها سب والدها إحتراقا= وقد بلغ المسير بها الشئاما
عدا ما عاينت يوم إستقلت= بها الأنضاء إخوتها نياما
عدا ما كان من خيل الأعادي= تهشم من أحبتها عظاما
عدا ما كان من سلب الأعادي= ملابسها وادمعها تهاما
عدا ما كان من قرع بن هند= ثنايا من به الدين إستقاما
كذا بلغت بكم أرجاس حرب= ولم تهلك جموعهم إصطلاما
سعى فيها الذين بقتل طه= سعوا حتى أذاقوه الحماما
وراعوا بنته حتى سقوها= برغم الوحي من غدر سهاما
والوا أن يبقوا من بنيه= على الغبراء كهلا أو غلاما
الى أن لم يكن يبقى عليها= سواك اليوم فإملأها صداما
أعدها مثل مبدئها لتحيي= بها من ثأرك الميت الرماما
الى أن ينجلي بك مستنيرا= عمود الحق يبتسم إبتساما
هناك أقول يا نفس إستقري= بعيشك وإكرعي للبشر جاما
أنا العبد الذي طوقتموه= من الإحسان أطواقا جساما
أسمى محسنا بكم وإني= لشر الناس للذنب إجتراما
فخذ بيدي فقد ثقلت ذنوبي= علي فلم أطق منها القياما
وكن لي ملجأ من كل خطب= وكن لي من يد البلوى عصاما
وكن بي راضيا في الحشر عبدا= فإني قد رضيتك لي إماما
وبلغك المهيمن كل يوم= صلاتي والتحية والسلاما