فقدت الفاً
ديوان الشيخ محسن أبو الحب
أعزيكما من ماجدين بماجد= مضى لم يقدم غير إحسانه الفا
أعزيكما من فاخرين بفاخر= مضى لم يعقب غير معروفه حلفا
جواد إذا ما حلبة الفخر أعرضت= فان له فيها مفاخر لا تخفى
سل الأدب المرفوع من ذا خلافه= يقيم له بيتا ويعلي له سجفا
أرى أثرا منه على الفضل لائحا= تمنى أكف السابقين له قطفا
الوم حمام الأيك إن هي غردت= سحيرا ولم تغمض لهجعتها طرفا
لقد فقدت الفا وما هو كالذي= فقدت ومثلي لا يرى مثله الفا
لقد كان في عيني نور ضياهما= فها بعده عيناي نورهما يطفى
لقد كان لي سيفا إذا ما سللته= بمعركة لا أختشي أبدا خوفا
ويا صاحبا ما كنت أرجو بعاده= تخطفه مني جناح الردى خطفا
لقد كنت بالقول البليغ مسددا= على أنك غير الحق لم تتخذ حلفا
وإن نشر الأحياء صحف مآثر= نشرت لهم من كل صالحة صحفا
أبى الدهر الا هكذا الفضل أهله= شتاتا والا هكذا نوره يخفى
لئن حجبك الدهر عني فإنما= محلك في قلبي وحقك لا يعفى
تركت قوافي الشعر ضيعا= تروح وتغدو لا ترى من به تكفى
فهاهي ثكلى لا تمل عويلها= عليك ولم تملك حشاشتها رجفا
فجاورت قبرا لو يجاوره إمرؤ= أتى بذنوب الخلق لم يعدم اللطفا
الى جانب البحر الذي في عبابه= الى أبد الأيام لا تسأم الغرفا
كأن الرزايا حين تبدي صروفه= تحاول عن أوفى الورى ذمة كشفا
على أنه لم يتخذ سندا له= كهذين لم يذخر لحادثة كهفا
هما السيدان البارعان كلاهما= نتيجة هذاك الكريم الذي وفى
قديما رأيت الدهر تعدوا خطوبه= على شامخات العز تنسفها نسفا
كال رسول الله القت عليهم= كلاكلها حتى أذاقتهم الحتفا
فلا يكتبن رومان غير صوالح= أتيت بها والسوء يحذفه حذفا
الى أن تجيء الحشر في الناس ناشرا= صحيفة تبر لا تخاف لها قذفا
فتوردك الحوض الذي من سقاته= عليٌّ فتسقى من موارده الأصفى
ويا قبره لا جاز مغناك ساكب= تحي ثرى مثواه ديمته الوطفى