بنيت بيت المجد... في رثاء الحر الرياحي (رضي ألله عنه)
ديوان الشيخ محسن أبو الحب
تكنستها بطحاء موحشة قفرا= فغادرتها زهراء نابتة زهرا
بنيت بها بيتا من المجد ساميا= تناط عليه كل مكرمة غرا
ترى الشمس فيه مثلها وهي في الضحى= ويبصر فيه البدر من مثله بدرا
ويوم كأن البؤس منه نتيجة= وكل شديد البأس من هوله غدرا
رماك بجيش لو يرى البحر مده= لأصبح مد البحر من رعبه جزرا
تقابله أضعافه منك همة= تحط بها لو شئت من أوجه النسرا
نصرت أبناء من عرانين هاشم= فتى من حماه النصر يستنجد النصرا
وجدت بنفس كان لولا إبن أحمد= عزيزا على من رام إذلالها قسرا
ولكنها هانت عليك لأن من= فديت لها كبرى النفوس له صغرى
جريت بها جري العبيد أبرها= عبودية حتى غدوت بها حرا
ألا يا قتيلا زعزع المجد قتله= فأضحى عليه المجد ذا مقلة عبرا
لئن ساء عيني أن تحجبك الغبرا= لقد سر قلبي أن تصافحك الخضرا
وما لرياح لا تهب رياحها= حواصب تستقصي لموتورها وترا
أما شملتها بعد موتك ذلة= نعم سلبتها بعدك العز والفخرا
رأى إبن زياد ما رأيت وإنما= رأيت نجاحا أنت وهو رأى خسرا
فقابلتما سبط النبي كلاكما= فكنت له نفعا وكان له ضرا
فحسبكما أن تخلدا هو في لظى= وأنت على ما إخترت في جنة خفرا
فإن فاتني ما لم يفتك ثوابه= وردت يداي مما أحاوله صفرا
فإني سأبكي ما حييت تأسفا= وقل وإن فجرت من مقلتي بحرا