متى تدرك الثأر .. يستنهض الإمام الحجة عليهالسلام
ديوان الشيخ محسن أبو الحب
متى تدرك الثأر الذي أنت طالبه= متى تملك ألأمر الذي أنت صاحبه
لقد ملأ الدنيا سناك ولم يلح= لعيني يوما من جبينك ثاقبه
أفي كل يوم فاجر أو إبن فاجر= يحكم فينا باديات معايبه
تروح بك الدنيا وتغدو منيرة= ويملكها من ليس تخفى مثالبه
وسيفك مسنون وجأشك ثابت= وسيبك لا ينفك تهمي سحائبه
مضى ومضى جيل وجيل ولم نفز= برؤياك يا من لا تمل مواهبه
إذا لاح صبح روحتنا مشارقه= وإن جن ليل أطربتنا مغاربه
نعد الليالي ليلة بعد ليلة= لعل لها صبحا تنير غياهبه
وها أنا حتى بيض الشيب عارضي= أطالب دهري فيك ثم أعاتبه
رجوناك أن تستأصل القوم قبل أن= يعوث بكم شيطان تيم وصاحبه
وحاشاك أن تنسى بأمك ما جنى= زنيم عدي يوم هبت حواصبه
راى فرصة بعدالنبي ولم يزل= يرقبها من قبل ذا وتراقبه
فجاء ولم يعبأ بها ثم هكذا= على إثره جاءت تدق عصايبه
فأحرق بيتا كان جبريل حاجبا= له وكفى جبريل إن هو حاجبه
وهيج سرب الوحي من مستقره= فعاثت به عصبانه وقطاربه
وبات أمين ألله خازن وحيه= هناك سليبا وإبن حنتم سالبه
وأصبح يرقى منبر الوحي حاكما= على أهله بالجور ضلت مذاهبه
خلافة يوم يا لقومي أهلكت= من الناس جيلا ليس يحصيه حاسبه
فويل له ماذا أعد لنفسه= إذا ما دعاه للحساب محاسبه
أهذا رسول ألله أوصاهم به= بأن لا ترى العيش القرير أقاربه
أما بنته تلك التي بات قلبها= يشب إلى أعلى الكواكب لاهبه
أما إبن أبيه ذاك وإبن أمه الذي= على حقه أمسى الزنيم يغالبه
غداة رآه مفردا ورأى له= من الغي جيشا لا تحد كتايبه
وحاربه حتى ذووه وقومه= وأسلمه حتى أخوه وصاحبه
فأظهر ما أخفاه من حقده الذي= على مثله شبت وشابت ذوايبه
ألا عقمت من قبل ذلك حنتم= وجفت على من أرضعته محالبه
أتتنا بما لم تأت فيه بغية= طلاع السما وألأرض أمست معايبه
ألم تره كالليث أصحر كاشرا= بلحم رسول ألله تدمى مخالبه
ألا في يوم بدر كان منه الذي بدا= وأحد إذا سدت عليه مذاهبه
متى خاضت النقع المثور رجله= متى تل في وجه الكتيبة قاضبه
لقد كان حربا للنبي ولم يزل= كذلك حتى اليوم جدت رواحبه
وقد زعموا أن الفتوح جميعها= له وبه ألإسلام عزت جوانبه
نعم فتح السر الذي كان قبل ذا= تقاصر كسرى دونه ومرازبه
الم تركيف إستأصلت مثل ما إشتهى= عصايب وحي ألله بغيا عصايبه
أبا حسن ما كنت نهزة آخذ= ولا أنت ممن تستهان مراتبه
كأن لم تكن للحرب أما ووالدا= ولم تك يوما فيك تزهو مواهبه
فما لك والزهراء تضرب ساكت= وطفلك ملقى لا تمل نوادبه
لعمري رأيت الدين ضاع ولم يضع= وأنت محاميه وأنت مراقبه
فكنت محاميه أخيرا وأولا= نعم وإليك اليوم تعزى مناسبه
فيوما بسيف لا تفل مضاربه= ويوما بصبر لا تذم عواقبه
مخافة أن يغدو بسنة أحمد= زنيم بطرق الغي طالت ملاعبه
فيا أسدا ما ألأسد إلا فرايس= له إفترسته يا لقومي ثعالبه
كأن صفايا الملك غير مباحة= على غير أبناء السفاح أطايبه
نعم هكذا مذ أهبط ألله آدما= إلى أن يراه ألله قد آب عايبه
وما هو إلا أنت يا خير من مشى= وأكرم من فيه تخب ركايبه
أعزيك بالزهراء أمك وإبنها= فذا إبنها ساري الوجود وساربه
وجدك مسحوبا بمحمل سيفه= كما سحب المأسور بالعنف ساحبه
وداعية خلوا إبن عمي وما لها= سوى ألله مدعو هناك تخاطبه
ووالله إن القوم ما كان همهم= سوى أن دين ألله تعفى مراقبه
أصابوا عليا بابن ملجم وإبنه= بجعدة والسم الذي هو شاربه
ودع عنك ما نال الحسين فإنه= أجل وأعلى أن تعد مصايبه
وماذا الذي أنسى وما أنا ذاكر= وهذا بأعلى العرش يزعق نادبه
ولا تسألن من بعده كيف أصبحت= حلايله بين العدى ونجايبه
ألا لا ترى في كربلا غير نادب= وآخر محلول الوطاب يجادبه
وذات حجاب ما تخال حجابها= عليها ولم يضرب لها الستر ضاربه
تعج وما يجدي العجيج كأنها= زماجر رعد جللته سحايبه
أليس عليّ للنبي محمد= أخا وإبن عم حين يعزيه ناسبه
وهذا كتاب ألله أفصح ناطق= عجايبه في مدحه وغرايبه
أيخفى على من راقب ألله قدره= وما هو إلا كالنبي مناقبه