في الإمام الرضا عليهالسلام
ديوان أنوار الولاء - السيد هاشم الهاشمي
وإمامٌ في طوس عاش غريب الدار= عانى لواعج الابتلاء
قد تحدّى نفوذه في قلوب الناس= عصف الإرهاب والإغراء
واجهته خلافة الجور لا تعرف= غير الجناة والخلعاء
هو نور الضمير والدين في عصر= تهاوى في هُوة الظلماء
خُلق كالنسيم يعبق باللطف= كريماً حتى على الخصماء
ضمَّ في نبله وطيب السجايا= ونداه حتى الغريب النائي
ذروة الزهد والتواضع قد واسى= حياة العبيد والفقراء
وغزير العطاء ينفق سراً= لبيوت الجياع والضعفاء
علمه زهده جميل عطاياه= حديث الأقلام والشعراء
وكراماته التي شدّت الأنظار= حبّاً لنهجه المعطاء
هديه وعظه أحاديثه الغرّاء= تهدي الورى لدرب السماء
كم سعى البغي أن يصدَّ ولاءً= مثمر الخطو طاهر الأجواء
رام أن يضعف الإمام اختباراً= لعلوم غيبيّة الآراء
خاب كيد الخصوم حيث أقرّت= لعلاه محافل العلماء
علماء الأديان كم ناظروه= فتصدّى لهم بكلّ مضاء
شدّهم علمه وقد عاد جمعٌ= منهم للهدى ، ونهج الولاء
قلّدوه ولاية العهد لكن= ردّ سهم العداء للأعداء
مثّل الدين منطقاً وفعالاً= ورأته الأنام خير لواء
ودعاه بمكره لصلاة العيد= حكم الأطماع والبغضاء
زحفت نحوه الجماهير شوقاً= وولاءً لركبه الوضّاء
كلّ شر وموقف لطغاة الحكم= أصمى العدى بأقسى جزاء
رغم كلّ المواقف السود يزداد= سموّاً في ذروة العلياء
حين هدّ اليأسُ المريرُ قوى البغي= فدسّوا إليه سمّ العداء
خسأوا هذه الملايين تهفو= لثرى قبره ملاذ الرجاء
هديه مرفأ السعادة في الدنيا= وحُلم الفلاح يوم الجزاء
واختفت سطوة العروش فلم يبق= لذكر الطغاة غير الهجاء
سيّدي أيها الرضا كم نظمتُ الشعر= فيكم حتى يزاح بلائي
إنّني قد طرقتُ كلّ دروب الأرض= بحثا يا سيّدي عن شفائي
بيد أنّي لا زلت في غمرة الآلام= أحيا في محنة الضّراء
كم توسّلتُ بالنبيّ وبالعترة= لكن لا زلتُ في البأساء
ليس لي ملجأ لكشف كروبي= في حياتي بغير أهل الكساء
قد هجرت الأبواب طرّاً لخطبي= غير باب الأئمّة الاُمناء