داهِرُ هذا الدّهرِ كيف يسعَدُ الشيخ أحمد زين الدين الأحسائي - الأوحد
داهِرُ هذا الدّهرِ كيف يسعَدُ=و هو لما يجمعُه مُبَدِّدُ
و لماَزل محترزا من مكرِهٖ=يقظان لماركَنْ الي ما يَعِدُ
قد استلنتُ الوعر في جهادِهٖ=و في جلادِهٖ و اقوي الجَلدُ
خاتَلَنٖي في مستفزِّ صرفهٖ=في الجارياتِ و القضاۤءُ يُسعِدُ
حَيَّرني مِن قدَرِ اللّه الذي=جرَي عليّ و الخطوبُ تَرِدُ
تأوِي الي اوكارِها بمهجةٍ=تُطوَي علي جمرِ غضيً يتّقِدُ
تصادمَتْ فِيَّ دواعٍ جمّةٌ=لماستَبِنْ رشدِي اقوم اقعُدُ
اصمِتُ ام انطقُ ام اكتُمُ ما=في وارداتِ القلبِ اَمْ اُعدِّدُ
اسيرُ ام امكثُ في ارضِ الجفا=بلا صفا اَسْهَرُ ليلي ارقدُ
كأنني وسَط الصفاوةِ التي=عنها الصفاۤءُ و الوفاۤءُ يبعدُ
اَعُومُ في بحر الهموم غرقاً=حيرانَ اَستنجِدُ مَن لايُنْجِدُ
سامَرني بقٌّ و برغوث عثي=و جرجسٌ و صِرْصِرٌ يَطّرِدُ
و حيّةٌ و عقربٌ و سارقٌ=و كم غدا يزءَرُ حولِي اَسَدُ
يجيب داعيها بها مُعَتْعِتٌ=عيٌّ غَبيٌّ جاهلٌ مُفَنّدُ
يَصمِتُ صخْراً و يفوهُ هَذراً=هاوِي الفؤادِ دهرَهُ لايَجدُ
تخَالُهُمْ احيا و تسعَي بهمُ=قبورُهُمْ و هم مَواتٌ خمَدُوا
تخلّقوا اطباعَ وحشِ ارضهم=في خبثهم و الاعتِدا هم العَدُو
ساموا كما تسومُ اَنعامُهُمْ=آٰوَوْا الي مَرْتعِهِمْ اِنْ وَردُوا
اوْ صَدَروا آوَوْا الي مَرابطٍ=يَعْتَلِفُونَ كلّ سحتٍ وجَدُوا
اذا دُعُوا للغيّ يوماً اسرعوا=و اِنْ دُعُوا الي الرشاد شردُوا
كم ناصحٍ لهم و كم هادٍ دَعا=قدْ بَحَّ داعيهم و لمّا يهتدوا
لميسمعوا دُعاۤءَهُ كأنّما=ينعِقُ فيهم بالدُّعا مَنْ يُرْشِدُ
اَلِيّةً بالنّاشِئٖين رغباً=وَهْناً و ماصلَّوْا و ماتهجّدوا
و الصابرين عن خسيس دهرهِمْ=و اَهْلِه و راغبين اجتهدوا
لَاَنظُرَنْ كفّ الخضيبِ معَهُمْ=و عِطْر منشمٍ و ها هُمْ صُرَدُ
و ارْكَبَنْ متنَ عزوفٍ منْهُمُ=ضحيً و من ورايَ ليلٌ اسْوَدُ
فاِنْ ظفِرتُ بالفراقِ منهُمُ=فطالعي موفّقٌ مُسَدَّدُ