إليك أخا الصب الشجيّ صبابه
أبو دهبل وهب بن زمعة
إليك أخا الصب الشجيّ صبابه= تذيب الصخور الجامدات همومُها
عجبت وأيامُ الزمآن عجائب= ويظهر بين المعجبات عظيمها
تبيت النشاوى من امية نوّماً= وبالطف قتلى ما ينام حميمها
وتضحى كرام من ذؤابة هاشم= يحكّم فيها كيف شاء لئيمها
وتغدو جسوم ما تغذت سوى العلى= غذاها على رغم المعالي سهومها
وربّات صون ما تبدّت لعينها= قبيل السبا إلا لوقت نجومها
تزاولها ايدي الهوان كأنمآ= تقّحم ما لا عفو فيه أثيمها
و ما أفسد الإسلام الا عصابة= تأمرّ نوكأها ودام نعيمها
وصارت قناة الدين في كف ظالم= إذا مال منها جانب لا يقيمها
وخاض بها طخياء لا يهتدى لها= سبيل ولا يرجى الهدى من يعومها
ويخبط عشوا لا يُراد مرادها= ويركب عميا لا يريدُّ عزومها
يجشّمها ما لا يجشمه الردى= لأودى وعادت للنفوس جسومها
الى حيث القاها ببيداء مجهل= تضل لأهل الحلم فيها حلومها
رمتها لأهل الطف منها عصابة= حداها الى هدم المكأرم لومها
فشَّنت بها شعواء في خير فتية= تخلّت لكسب المكرمات همومها
على أن فيها مفخراً لو سمعت به= الى الشمس لم تحجب سناها غيومها
فجردن من سحب الاباء بوارقاً= يشيم الفتا قبل الفنا من يشيمها
فما صعرت خداً لاحراز عزة= إذا كان فيها ساعة ما يضيمها
أولئك آل اللّه آل محمد= كرام تحدث ما حداها كريمها
أكأرم أولين المكارم رفعة= فحمد العلى لولا علاهم ذميمها
ضياغم أعطين الضياغم جرأةٍ= فما كأن الا من عطاهم قدومها
يخوضون تيار المنايا ظواميا= كما خاض في عذب الموارد هيمها
يقوم بهم للمجد أبيض مآجد= أخو عزماتٍ أقعدت من يرومها
حمى بعد ما أدى الحفاظ حمآية= و أحمى الحماة الحافظين زعيمها
الى أن قضى من بعدما إن قضى على= ظمآءٍ يسلى بالسهام فطيمها
أصابته شنعاء فلو حل وقعها= على الأرض دكت قبل ذاك تخومها
فأيّمها لم تلق بالطف كأفلا= ولم ير من يحنو عليه فطيمها
أضاءت غراب البين فيهم فأصبحت= من الشجو لا تأوي العمارة بومها
فقصّر فما طول الكلام ببالغ= مداها رمى بالعيّ عنها كليمها
فمآ حملت ام الرزايا بمثلها= وان ولدت في الدهر فهي عقيمها
أتت أولاً فيها بأول معضل= فما ذا الذي شحّت على من يسومها
فأقسم لا تنفعك نفسي جزوعة= وعيني سفوحاً لا يملّ سجومها
حياتي أو تلقى امية وقعة= يذل لها حتى الممات قرومها
لقد كان في ام الكتاب وفي الهدى= وفي الوحي لم ينسخ لقوم علومها
فرائض في القرآن قد تعلمونها= يلوح لذي اللب البصير أُرومها
بها دان من قبل المسيح بن مريم= ومن بعده لمآ أمرَّ بريمها
فأما لكل غير آل محمد= فيقضي بها حكامها وزعيمها
وأما لميراث الرسول وأهله= فكل يراهم ذمها وجسيمها
فكيف وضلوا بعد خمسين حجة= يلام على هلك الشراة أديمها