في رحلة الشوق ! من الجنوب نحو أبي تراب فاضل آل رحمة
دعني مع الشوق أغريه ويغريني = وإن تمرّدَ من حينٍ إلى حينِ
دعني أخوض جحيم الشوق مرتديا = هواكَ علّ لهيب النار يطفيني
قد تهت فيك بركب الوالهين كما = قد تاه في بطن ذاك الحوت ذو النونِ
حيران .. ما عادَ بوح الشعر يكتبني = بيتاً من الورد أو عطر الرياحينِ
أيتمتُ لاسمك أبياتي ومانقشت = كفّاي غيرك شعراً في دواويني
ديوانيَ الشوقُ بالذكرى أعنونهُ =حتى قضيتُ شهيداً للعناوينِ
ما خنت حبّك يوماً قدر أنملةٍ =فقد مكثتَ عشيقاً في شراييني
أغفو على ذكرياتي ، حين كنتُ صغي= راُ في القماط كوردٍ في البساتينِ
كانت تهدهدني أمي بإسمك يا = عليُّ في نغمةٍ بالحبّ تسقيني
حتى كبرت وهذا الحبُّ يكبر في = قلبي وعقلي ووجداني وتكويني
هارونُ يا نغمةً قيثارها العدلوالأ = خلاق والحقّ يا أحلى تلاحيني
قد أختصرت سنين العمرِ أجمعها = ما بين إسمك بين ( الهاء ) و ( النونِ )
....
ها قد أتيتكَ مسكيناً يحاصرني = شوقي إليك وللأوجاعِ يرميني
ها قد أتيتك روحاً دونما جسدٍ = فقد تبرّأتُ من مائي ومن طيني
تفتّح العشقُ في بستان خاطرتي = وأينع الشوق في كلّ الأفانينِ
وماء حبّك يروي كلَّ قافيةٍ = عطشى فتثمرُ خبزاً للمساكينِ
....
الأرض حنّتْ إلى ( خمس السنينِ ) فقد = طبّقتَ فيها بحقًّ سورة التينِ
لا جائعٌ كان حلم الخبز يشغله = ولا فقيرٌ ذوى بالذلّ والهونِ
الأرض يصرخ ماضيها وحاضرها = متى نعود إلى أعوام هارونِ ؟!
هارون ياسين .. إن الأرضَ مااندملت = جراحها فهيَ حبلى بالشياطينِ
تغفو على وجعٍ تصحو على ألمٍ = لا ترتجي فرحاً في العالم الدوني
يا سيدي .. فغزيرُ الجرح أنظمةٌ = عاشت لتسرق من أموال قارونِ
( ستون عاماً ) جراحُ القدس مااندملت = ودمعة البؤس تجري في فلسطينِ
( ستون عاماً ) وعود القوم ما صدقت = وما استردت لنا غصنا لزيتونِ
....
مولاي قد أنجبتْ ذكراك ملحمةً = من خيبرٍ قلبت كلّ الموازينِ
ما زال فجرك يمحو كلّ داجيةٍ = وسيف نصرك يردي كلّ مأفونِ
يا ناسجاً من خيوط الشمسِ عمته = أدرْ رحاك على أبناء صهيونِ
واسكب جحيمك في كاسات مؤتمرٍ = في غابة الذلّ والإجرامِ مدفونِ
أنبئهمُ أنّ أرزَ الأرض منتصبٌ = جنوبيٌّ وأنّ الموت يغريني
جنوبيٌّ وقرص الشمس يشرق من = سنابل القمح في فجر الملايينِ
من أرض لبنان ( حزب الله ) منتصرٌ = يستلهمُ النصر من ( بدرٍ ) و( صفينِ )
بواسلُ الحرب لا تحني أسنتها = فوق التراب فسحقاً للفراعينِ
لم يقنطوا فابتكار الموت لعبتهم = يسقون أعداءهم من ماء غسلينِ
لا يتركون أعاديهم سوى جثثٍ = فاقرأ صمودهمُ فوق الميادينِ