سهلُ الساعديُّ في الشامِ!
سنة 2012
يا شامُ تبَّاً للّئيمِ الحاقدِ = أتعيِّدِينَ بيومِ بؤسٍ أسودِ
يومٌ بهِ قتلَ الطواغيتُ الهدى = ورقى على صدرِ الحسينِ المعتدي
أو تفرحينَ بيومِ حزنِ المصطفى = وتزغرِدينَ لقتلِ آلِ محمّدِ؟
أوَ تهنئينَ بزينةٍ وسعادةٍ = والآلُ في قيدٍ وشرِّ تشرُّدِ؟
أوَ تلبسينَ جديدَكِ منْ بعدِ ما = سُلِبَتْ ثيابُ السبطِ دونَ تردّدِ؟
أتُرى نُصرْتِ على عدوٍّ مشركٍ = أمْ فاسقٍ أمْ مجرمٍ متمرِّدِ؟
لمْ أنْسَهُ إذ جاءَكِ متحيِّراً = في عيدِكِ سهلُ بنُ سعدِ الساعدي
قد جاءَ يسألُ: هل ترى في الشامِ مِنْ = عيدٍ جديدٍ في الورى لم يُعهَدِ؟
وأتاكِ والزِّيناتُ فيكِ تزدهي = والقهقاتُ عَلَتْ بصوتٍ مُرعدِ
ونساؤكِ بالدفِّ تَضربُ عندَما = بشماتةٍ كانَتْ تروحُ وتغتدي
وأتتْكِ قافلةٌ مِنَ الأسرى ومَنْ = يُدعى بزينِ العابدينَ الساجدِ
فأتاهُ سهلُّ الساعديُّ وقالَ: يا = مولايَ هلْ لكَ حاجةٌ يا سيدّي؟
يا سهلُ إنْ كانَتْ لديكَ دراهمٌ = ادفعْ لحاملِ رأسِ أشرفِ سيّدِ
كي يُبعدَ الرأسَ الشريفَ عَنِ النِّسَا = فلقدْ خُزِينا مِنْ عيونِ الجاحدِ
يا سهلُ جامعةُ العِدى قد جَرَّحتْ = عُنقي وهذا القيدُ قد أدْمَى يدي
فلتُعْطِنِي ثوباً عتيقاً بالياً = كي أتقي مِنْ شرِّ قيدٍ مُجْهِدِ
وَضَعِ الثيابَ عليهِ تحتَ سلاسلٍ = فتلطَّخَتْ بدمِ الإمامِ العابدِ