حُلمٌ يطفو بريشِ ملاكٍ
سنة 2012
الأمنياتُ رصيفٌ ... والرؤى سَفَرُ=من أوّلِ الحبِّ قلبي كانَ ينتظرُ
من أوّلِ الشوقِ كانَ الدّربُ يُومئُ لي=وكنتُ أبصرُ ما لا يُدركُ النّظرُ
أمضي إليك وشِعري بعضُ أمتعتي=ومن ورائي تسيرُ الشمسُ والقمرُ
نمضي .. ومن خلفِنا الأنهارُ تعرفُنا="والخيلُ والليلُ والبيداءُ " والزّهَرُ
العاشقونَ على أبوابكَ ازدهروا=والشانئونَ بكفِّ الريحِ قد نُثروا
أنت الطريقُ.. ومعنى السيرِ.. "هيتَ لنا"=لنعبرَ الغيبَ فيمَنْ بالهوى عبروا
حُلمي أصابعُ غيمٍ .. لهفتي ودقٌ=أطفو بريشِ ملاكٍ ثم أنهمرُ
أضمُّ بينَ كفوفي ما تفايَضَ مِنْ=غناءِ حوريةٍ بالنورِ تستترُ
عينايَ رقصُ فراشٍ في حقولِ سنًا=عيناكَ منبعُ ضوءٍ .. حيثُ أنصهرُ
أفنى .. وأخُلَقُ في نارِ الهُيَامِ وما=غيرُ التّوحُدِ لي في المنتهى وَطَرُ
لا شيءَ يُشبهُ وجهي حينَ ترمقُني=أعلو ..أطيرُ ..أغنّي .. تُومضُ الصّوَرُ
ما كنتُ إلا ترابًا منكَ بي عبقٌ=لولاهُ ما اخضرَّ قلبي وادّلى ثّمرُ
لولاهُ عمريَ فانوسٌ بلا لهبٍ=لولاهُ قلبيَ جبٌّ.. خفقتِي حجرُ
لولا جمالُكَ هل لي في الجمالِ هدىً=ويوسفٌ حينَ يستجليكَ ينبهرُ
ولو زليخةُ تدري عنكَ .. عن ولهي=بَكَتْ عليَّ طويلا .. كيفَ أصطبرُ
أرسلتُ هدهدتي حتى تجيءَ بما=يشاعُ عنكَ .. فلا حِسٌّ ولا خبرُ
مزّقتُ أقمصةَ الأشعارِ .. بُحْتُ بما=تشي لحونيَ حتي أُذْهِلَ الوترُ
كمثلِ مريمَ هزَّتْ جذعَ نخلتِها=أهزُّ خصرَ سمائي تسقطُ الفِكَرُ
كما تحيكُ عروسُ الفجرِ طرْحَتَها=كما يُرتّلُ غيمَ المشتهى مطرُ
كما عذارى النجومِ الغافياتِ=على بروجِها لَهَفًا .. والتوقُ ينفجرُ
وقبلةٌ من شفاهِ الوحيِ تُوقظُها=تشفُّ أحداقُها .. والوهجُ يُبتكرُ
كطفلةٍ باتساعِ الكونِ ضحكتُها=في ثغرِها بلبلٌ.. في كفِّها شجرُ
أو مثلُ ناسكةٍ تخلو بصومعةٍ=حيطانُها مَرَجُ البحرينِ والدُّررُ
لا لهوَ يُشغلُها ما دُمْتَ شاغلَها=سكرى وإنْ لمْ تذُقْ خمرًا .. وتَذّكِرُ
سبحانَ نورِكَ خرَّ القلبُ مُنصعقًا=لمّا تجلّيتَ حتّى كِدْتُ أنشطرُ
"حسينُ " يا ليتَني ذرٌّ يحُومُ على=شباّكِ قبرِكَ.. أو بينَ الخُطى مَدَرُ
دعْنِي أبوحُ وهلْ في البوحِ متّسَعٌ=حبّي مُعَلّقةٌ لو كنتُ أختصرُ
خُذْني بقربِكَ .. عينُ الله شاهدةٌ=تنُّورُ شوقيَ بالطوفانِ يستعرُ
وصفحتي بدموعِ الحبرِ مورقةٌ=في كلِّ مأتمِ وردٍ للنَّدى أثرُ
دعني أنوحُ كما نوحِ الحمامِ على=زنديكَ حينَ يقولُ الحزنُ : لا وَزَرُ
دعْنِي ألملمُ عشقي كلَّ أمتعتي=خُذْنِي بِكُلِّيَ لا تُبقي ولا تَذَرُ
إني عجلتُ لترضَى خُذْ بقافيتي=من أوّلِ الشّطرِ قلبي كانَ ينتظرُ