شعراء أهل البيت عليهم السلام - عجبي لصبرِكَ يا حسينُ

عــــدد الأبـيـات
64
عدد المشاهدات
207
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
18/09/2023
وقـــت الإضــافــة
10:17 مساءً

أتنامُ يا جفني وسبطُ محمدٍ = قد حلَّ في أرضِ الطفوفِ مع العيالْ تركَ المدينةَ مُرغماً في خِيفةٍ = وسَرَتْ قوافلُهُ بأصحابٍ وآلْ قد أحدقتْ بهِمُ المنايا والبلا = فمضَوْا إلى موتِ الخلودِ بلا جدالْ تعدو كلابُ أميةٍ من خلفِهم = إمّا مبايعةُ السفيهِ أو القتالْ فأبى أبو الشهداءِ إلا عزةً = حتى بعرصةِ كربلا حطَّ الرحالْ نصبَ الخيامَ إلى الصغارِ وللنسا = ودعا خيارَ رجالهِ نحوَ النِزالْ فإذا بهِم يتسابقونَ إلى الوغى = بل للجنانِ ودمُّ منحرِهم يُسالْ باعوا الحياةَ إلى الخلودِ، ونِعم ما = نصروا .. (حسيناً)، صحبة ٌنِعمَ الرجالْ حتى إذا صُرعوا .. تقدّمَ أكبرٌ = يستأذنُ المولى الغريبَ إلى القتالْ "أبتاهُ ، هذا الكفرُ جاءَ بجيشِهِ = يبغي الهلاكَ هنا، وذي البوغا سِجالْ وأنا عليُّ بنُ الحسينِ ابنُ الذي = خاضَ الغمارَ وصالَ في الهيجا وجالْ" لم تمضِ إلا ساعةٌ وإذا الذي = قد كانَ نورُ جمالِهِ مثلَ الهلالْ حاطتْهُ آلُ أميةٍ بسهامِها = وسيوفِها حقداً فقطعّتْ الوصالْ "قتلوكَ يا ولدي وإنّي لا أرى = بسواكَ للمختارِ أحمدَ مِنْ مثالْ حاكيتَهُ خلقاً وقولاً، بل لقد = ماثلتَهُ في كلِّ محمودِ الخصالْ ما عادَ لي عيشٌ عليٌّ بل ولا = أرضى بديلاً عنكَ من جاهٍ ومالْ" رجعَ الحسينُ إلى الخيامِ وإذ بهِ = يلقى أخاهُ بضيقِ صدرٍ واكتئابْ "أخي يا حسينُ أما ترى حالَ النسا = والرُضعَ العَطشى بشجوٍ وانتحابْ فإذنْ أُخَيَّ إليَّ كيما آتِهِم = أسقيهِمُ بيديَّ من بَردِ الشرابْ" حارَ الحسينُ ودمعةٌ في عينهِ = والقلبُ من عُظم المصائبِ في عتابْ "عباسُ إن تمضِ فما لكَ عودةٌ = والماءُ يغدو للعطاشى كالسرابْ فلتقضِ أطفالي وتبقى سالماً = عضُداً تساندُني ونقتسمُ الصّعابْ" لكنَّ عباساً أفتَّ فؤادَهُ = نوحُ الصغارِ وقلبُه المهمومُ ذابْ فمضى لشطِّ العلقميِّ وعزمُهُ = من فيضِ ماءِ النهرِ تمتلئُ القِرابْ لكنَّ سهمَ الغدرِعاجلَهُ ، فلم = يرجعْ، وظنُّ سُكيْنة ٍ بالعمِّ خابْ سقطَ اللواءُ وخرَّ كافلُ زينبٍ = وحسينُ أحنى ظهرَه هولُ المصابْ فسعى إليه يُعاينُ القمرَ الذي = لم تُبقِ منه الباتراتُ سناً .. فغابْ "أُ ُأُخَيَّ قد أشمتَّ بي الأعداءَ بل = أسلمتَ أطفالي ورحليَ للعذابْ قد كانَ لي بكَ يا عضيدي هيبةٌ = والآنَ مالَ الركنُ ما منهُ انتصابْ" لم يبقَ في الخيماتِ للمولى سوى = أطفالِه ونساءِ عترتهِ ، وشابْ فإذا بشبلِ المجتبى متقدماً = نحوَ الحسينِ وبينَ كفَّيهِ كتابْ "عماهُ، هذي من أخيكَ وصيةٌ = فلتقرَأَنْ ما جاءَ فيها من خطابْ" "أبُنيَّ إن أنتمْ نزلتُم كربلا = وأحاطَتِ البلوى بعمِّكَ والمصابْ ورأيتَهُ بينَ الأضاحي ناعياً = يدعو أما من دافعٍ عنا وذابّ فانصرْهُ يا ولدي وعِفْ دنيا الفنا = وارمِ بجسمِكَ للسيوفِ ولِلحِرابْ أجِّلْ زفافَكَ للجنانِ غداً، وقُمْ = والبسْ رداءَ الموتِ ، لا حلوَ الثيابْ" " فإذنْ لي يا عماهُ أبرزُ بينَهُم = ما عادَ لي عيشٌ ومثلُكَ في اغترابْ" فإذا العريسُ على الترابِ معفرٌّ = ودمُ الوريدِ على الكفوفِ له خضابْ ما كادَ يمسحُ دمعَهُ حتى أتَتْ = تشكو مُولولةً وتنتحبُ الربابْ يا زينبُ هذا الرضيعُ خذيهِ قد = جفَّ اللسانُ من الظما وحشاهُ ذابْ ما عدتُ أملكُ غيرَ دمعاتي التي = مُذ عاينَتْهُ العينُ منّي في انسكابْ فأتَتْ بهِ أمُّ المصائبِ للذي = حارَتْ بصبرِ فؤادهِ أمُّ الكتابْ أخي يا حسينُ، الطفلُ يذوي بينَنا = والرأسُ منّي يا بنَ أمّي اليومَ شابْ فاحملْهُ نحوَ القومِ وانظرْ رأيَهُم = فلعلَّ فيهِم مسلماً يتلوالكتابْ فأتى به سبطُ النبيِّ أمامَهم = فغشى جيوشَ الكفرِ هرْجٌ واضطرابْ فدعاهمُ الشيطانُ لبّوا سُؤلَهُ، = وإذا بحرملةٍ بنبلتِهِ أجابْ فأصابَ نحرَ الطفلِ بين ذراعِهِ = فكأنّهُ قلباً لوالدِهِ أصابْ فرمى الشهيدُ بكفِّهِ نحوَ السما = ودعا بهم كمَداً وقد عزَّ الخطابْ "إن كانَ ذنبٌ للكبارِ وجُنحةٌ = أفهل على الأطفالِ لومٌ أو عتابْ؟ تعساً لشِرذمةٍ تُصَيِّرُ شافعاً = للعالمينَ لها خصيماً في الحسابْ" عجبي لصبرِكَ يا حسينُ ولهفتي = أوَ هل يفيكَ الدّمُ مني لو يُسالْ؟ أوَ هل تُرَّويكَ الدموعُ بمقلتي = أم هل تفيكَ الروحُ منّي والعيالْ؟ أوَ هل أؤدّي حقَّ شخصِكَ سيّدي = واللهُ يعلمُ أنَّ ذا مني مُحالْ لكنَّ لي أملاً بجودِكَ إنْ أنا = ذقتُ المنونَ وحانَ يومُ الارتحالْ وخلوتُ في لحدي وجيءَ بمنكرٍ = ونكيرَ وابتدآ حسابيَ والسؤالْ وعلمتُ أن لا نفعَ من عملي ولا = كلِّ الذي أحببتُ من أهلٍ ومالْ وأتى الحسابُ وقامَ كلُّ مشفَّع ٍ = يدعو بشيعتِهِ إذا ما الخطبُ هالْ وبقيتُ وحدي أرقبُ الحشرَ الذي = لا بيعَ فيه ولا حميمَ ولا خِلالْ ورأيتُ ركبَكَ مقبلاً ضمَّ الأُولىَ = هاموا بحبِّكَ وارتجوْا منكَ الوصالْ فاكتبني يا مولاي منهُم إنّني = لولا شفاعتُكم ستُهلكُني الفِعالْ اِقبلْ مسيئاً غارقاً في ذنبِهِ = لكنّهُ بِكُمُ احتمى يا خيرَ آلْ يا بنَ الرسولِ ولي حوائجُ جمةٌ = وبجاهِ قدسِكَ عند ذي العليا تُنالْ فانظرْ بعينِكَ لي وبلغّني الذي = يهوى الفؤادُ وفّرجِ الكَُربَ الثقالْ يا سيدي ولكلِّ صاحبِ حاجةٍ = أدعو الإلهَ بحقِّكُمْ أن تُستنال
Testing