وما كانَ لي أنْ أراكَ
سنة 2012
وما كانَ لي أن أراكَ..
ولكنّ حبرَكَ في المقبلينَ تراءى لعيني رسولاً كريما.
وما كنتُ أسألُ من قبلُ أيُّ الطرقينِ يعني الخلاص؟!..
ولا أينَ قد تستقرُّ الرؤى بالذينَ يراؤونَ وهنًا ولا يعرفونَ الكلام؟.
وما كانَ لي أن أراكَ..
سوى أنّ موتًا بطيئًا يجيءُ على راحةِ الفجرِ..
يوقظُني ثم يسألُني عن دمٍ شاخبٍ في الجدارِ..
وعن جملةٍ لا تمرُّ على اللحظِ.. أو يتخيَّلُها المارقونَ.
وما كانَ لي أن أراكَ..
وبينَ يديَّ سويعاتُ صحوٍ تخافُ نعيبَ الغرابِ..
متى رُمْتُ أن نلتقي آذنتْني بوجدٍ يسائلُني عن سماكَ..
عنِ الموجِ يكبُرُ في الغابرينَ..
وعنْ كلماتٍ تطيرُ تماوجُ بينَ السُّعَيفاتِ في ظلِّ نايٍ حزينٍ؟..
عنِ الطفلِ يكبُرُ فيَّ فلا يعرفُ الذاهبينَ؟ ولكنَّهُ يتأمّلُ شكلاً هناكَ.. ويسألُني أن أراكَ..
وما كانَ لي أن أراكَ..
وما كانَ لي أن أطاولَ جِيدَكَ حينَ تجفُّ الشموسُ جميعًا..
وتندكُّ في ظلِّ أرضِكَ تلكَ العروشُ.
وما كانَ لي أن أراكَ..
وأنتَ تحاولً أن تنفضَ العشبَ عن فوّهاتِ المطرِ..
وأن تنثرَ الملحَ في كلٍّ ركنٍ مقيمٍ.
وما كانَ لي أن أراكَ..
وقد أولعوا بالذينَ مضوا يملؤونَ الضفافَ بحبرِ سواكَ..
وما كانَ لي أن أراكَ..
وأنتَ تحاولُ كسرَ المشيئةِ من فوقِ ظهرِ الخيولِ..
وأنتَ تضيءُ كما ضاءَ ملحٌ بجيدٍ جميلٍ..
ونجمُكَ يسألُ أيُّ الدروبِ سيحملُها الياسمينُ.