الشاعر / سيد محمد الماجد | البحرين | 2012 | البحر الكامل
أسبِغْ وضوءَ الضوءِ فِي مسراكَ=وافتَحْهُ إسراءً لِكَي ألقاكَ
فأقُولَ: سبحانَ الذي أسرى الجوى=وتقولَ: سبحانَ الذي أسراكَ
مُتَجبرلاً قد عُدتُ في أحقابِها=ووقفتُ إذ جِبريلُ قد ناغاكَ
ورأيتُ طَه ساجِدًا في مَسجِدٍ=فيطيلُ تحتَكَ سجدةً ترعاكَ
ورأيتُهُ للنَحرِ أضحَى لاثِمًا=ورأيتُهُ تحتَ الكِسا ضمّاكَ
قلْ لِي بربِّكَ، أينَ أستارُ الكسا=في يومِ سلبِهِمُ لِما غطّاكَ؟
قلْ لي أما راعوا لثغرِ رسولِهِمْ=من موضعِ الحَزِّ الذي أضناكَ؟
قلْ لِي وجبريلُ الأمينُ أما أتَى=وبخرقةِ الفردوسِ ما لفّاكَ ؟
قلْ لِي فقدْ طالَتْ عليَّ مسائِلي=وأعِدْ بِعرقي ضخَّ عِرقِ دِمَاكَ
ضمِّخْ بضوئِكَ غُرَّتِي فأعودَ ل=الفسطاطِ إذ كُلُّ الذي يهواكَ
فيهيمُ من يهواكَ في بيدا الهَوى=شُعثًا وقد صارَ الهوى بَيداكَ
عُوفِيُّهم دمعُ النواظِرِ إذ عمَت=والقلبُ جابرُ قاصدًا إيّاكَ
فَغَدوتَ مِغناطيسَهُ فتحادَرَتْ=تلكَ القلوبُ على مجالِ قِواكَ
يبكونَ روحًا في الحنايا خُلِّدتَ=والخلدُ ها قد صارَ طوعَ بُكاكَ
خُذنِي بلالاً رافعًا صَوتي شجًا=كم مِن بلالٍ سيِّدي ينعاكَ ؟
فأُقيمُ: "قد قامَت نواعِي كربلا"=وبسورةِ الجَزَعِ الجوى يقراكَ
يا عالمًا في الأرضِ قَد فَتَح السما=سبحانَ ربِّ العَرشِ إذ سوّاكَ
يا مُسبِلَ الأضواءِ أسبِل لي هُدًى=أحتاجُ يا سرَّ الهُداةِ هُداكَ
يا حُرقَةَ الأبدِ التي ما أُطفِئَت=سَرمِدْ مَعِينَ الدَّمعِ في ذكراكَ
سَرمِدْ عذاباتِ التكوُّنِ في النُوى=لتقيمَ ذراتُ الولاءِ عزاكَ
مُذ كُنتُ في دارِ الأجنّةِ أيْنَعَتْ=أغصانُ تلبيتي لحينِ نِداكَ
ورضعتُ مِن جَزعِ القلوبِ وقد نما=لحْمِي على جزَعي فَذا في ذاكَ
أبصرتُكَ الحُسنى بحُسنِ محاسنٍ=أنتَ الحسينُ فطابَ من سمَّاكَ
يا مُلهِمًا أمِّي ورافِعَ والدِي=فيهيمُ كلٌّ مِنهُما بِسُرَاكَ
وكفى إذا ما قيلَ لي بينَ الورى=إنَّ الحسينَ هو الذي ربّاكَ
أنا قد وَجدتُكَ مُنتهايَ بسدرتي=ما إنْ وعاكَ تَفهُّمِي حيّاكَ
بلِّلْ ضميري إذ تحدّرَ ظاميًا=يرنو بيومِ الحشرِ من سُقياكَ
خُذنِي أسيرًا لا أرى حُريّتِي=إلا إذا أصبحتُ من أسراكَ
وامسَحْ بكفٍ قطعُها ما عابَها=رأسِي وخُذْهُ في الرؤوسِ فِداكَ
أنا لو كُشفتَ أيا حسينُ لناظري=ما زِدتُ في تيهِ الهوى إدراكا