ذكراك عطر لا يملّ
سنة 2011
ما زلتَ ترتشفُ الخلودَ مذاقا = لتعطِّرَ الأنفاسَ والآفاقا
ما زلتَ تبعثُ كربلاءَكَ بينَنا = تستنهضُ العقلاءَ والحذّاقا
ما زالَ منبرُكَ الجلالةُ طبعُهُ = يُحيِي النفوسَ ويلهمُ العُشّاقا
ما زالَ نهجُكَ للبسالةِ محورًا = خطَّ الشموخَ وحطّمَ الأطواقا
فيكَ انطوى سرُّ الحياةِ بأسرِهِ = فبنَيْتَ مِنْ حممِ الدّماءِ رِواقا
منكَ استمدَّ الفكرُ مطلعَ فجرِهِ = لتهيلَ في وجناتِهِ الإشراقا
أحيَيْتَ أفئدةَ الأنامِ بقطرةٍ = حمراءَ تعرجُ للسماءِ براقا
سطّرْتَ ملحمةَ الإباءِ بهيبةٍ = كشفَتْ لنَا التزويرَ والمصداقا
يا أنتَ يا لغزًا تحارُ بكنهِهِ = الأذهانُ يا وهجَ السّنا برّاقا
ذكراكَ عطرٌ لا يُمَلُّ أريجُهُ = قد طافَ حولي مجمرًا عبّاقا
لكَ يا أبا الأحرارِ تاجُ قداسةٍ = هزَّ العروشَ ونكَّسَ الأعناقا
لكَ في القلوبِ حرارةٌ لا تنطفي = أبدًا تثيرُ الوجْدَ والإشفاقا
قدَّسْتُ سرَّكَ أيُّها المعنَى الذي = قهرَ الجراحَ ونوَّرَ الأعماقا
أنا كربلائيُّ العقائدِ في دمي = يجري الفراتُ يوقِّعُ الميثاقا
أنا بالخيالِ أتيتُ قبرَكَ ساهمًا = قلقًا يقلِّبُنِي الهوى توّاقا
أنا من جبينِكَ شعلةٌ برّاقةٌ = تستلهمُ الآدابَ والأخلاقا
خُذْنِي إليكَ معَ الكواكبِ كوكبًا = متضمِّخًا ما زالَ فيكَ مُراقا
ما ملَّ قلبي مِنْ عناقِكَ لحظةً = يا غامرًا مُهَجَ الكرامِ عناقا
يا ظامئًا يجري الفراتُ بكفِّهِ = عجبًا سُقِيتَ مِنَ النّجِيعِ دِهاقا
ماذا جنيتَ معاذَ ربِّكَ سيّدي = حتى يضيقَ بكَ الزمانُ خناقا
لا غروَ جُدْتَ بنفسِكَ العُظْمى على = وجهِ الصعيدِ لتطبقَ الأحداقا
لما هَوَيْتَ على الثرى اسْوَدَّ الفَضَا = والمُلْكُ والملكوتُ فيكَ تلاقى
ذاتي بذاتِكَ يا حسينُ تعلَّقَتْ = هيهاتَ أن تتحيَّنَ الإطلاقا
بأبي وأمّي أنتَ يا بنَ المرتَضَى = يا بنَ البتولِ فديتُكَ الآماقا
روحي تذوبُ بذكرِ إسمِكَ كلَّمَا = ألفيتُ صبرَكَ شامخًا عملاقا
إنّي وهبتُكَ ما وهبتُ مِنَ السَّمَا = شعرًا خجولاً ينحني إطراقا