معذرةً لكم أيّها الشعراءُ
سنة 2011
نحنُ لسَنا مثلَكَم أيهُّا الشعراءُ
فمعظمُكُمْ كاذبونَ إن قلتُمْ
بأنْ نزلَ عليكُمُ الوحيُ
فَمِنْ قائلٍ بأنَّ حبييَتَهُ ملاكٌ
ومِنْ قائلٍ بأنُّهُ حوَّلَ النجومَ عقدًا
والثريّا بينَ كفّيهِ أضواءُ
معذرةً لكُمْ أيّها الشعراءُ
ومن ألّفَ ألفَ معجزةٍ
واللهِ لَوِ اجتمعتُم في نظمِ قصيدةٍ
منْ أجلِ الحسينِ .. ما استطعتُمْ
سوفَ تعجزونَ
وسوفَ ترمونَ أقلامَكم ألماً
فأسرارُ الحسينِ بكربلاءَ منذُ الخليقةِ
فهذا الذي بَكَتْ عليهِ الملائكةُ
وهوَ للوجودِ والوجودُ لهُ
فاسألوا أبانا آدمَ وأمَّنا حواءَ
لكُمْ في نظمِ القوافي ثوابٌ
وشكرٌ ومدحٌ وتقرّبٌ للحسينِ
ولكُمْ من جميعِ عشّاقِ الحسينِ ثناءُ
ولكنَّكُمْ أهوالَ المصائبِ لم ترَوْها
حزنٌ.. ألمٌ... وجعٌ .. صبرٌ ..
خيامٌ.. أطفالٌ.. سيوفٌ.. ونساءُ
معذرةً لكُمْ أيّها الشعراءُ
لم ترَوا بأنفسِكم خفايا
كيفَ يأتي شعرٌ بأنَّ الحسينَ ظامئٌ
وأطفالُهُ معَهُ بلا ماءِ
هل مرَرْتُمْ على الأجسادِ
على الأوداجِ
على الدماءِ
على الاشلاءِ
اشعارُكم أقلُّ ما حوتهُ كربلاءُ
معذرةً لكُمْ أيّها الشعراءُ
فمصائبُ الحسينِ قصائدُها
في قلوبٍ أدمَت الجراحُ أعينَها
ومزّقَتِ أحشاءً قد أضناها البكاءُ
معذرةً لكُمْ أيها الشعراءُ
فأنا مثلُكُم مَهمَا كتبتُ مسترسلاً
لن أصلَ إلى عمقِ الثنايا
فللحسين ِ مروجٌ وحنايا ومنايا
عجَزتْ عن ذِكرِها الأنباءُ
معذرةً لكُمْ أيها الشعراءُ
حتى مَلَكُ الموتِ قد تناجى
ورياحٌ من مدى الكونِ عَصَفَتْ
وسُحبٌ تحوّلتْ أمطارُها دماءً
معذرةً لكُمْ أيها الشعراءُ
يا اللهُ كم أنا مقصّرٌ بنظمِ قصيدةٍ
فاعذُرْني يا بنَ المصطفى
فإنَّ قصائدي كلَّ يومٍ لكَ ذكرى
وكلَّ يومٍ لنا من أجِلكَ عزاءُ
ألبسُ عباءاتٍ خضراءَ .. بيضاءَ
قصائدُنا مع الصّدى والموتِ تلتقي
لي فقطْ مقلتانِ
وعينانِ وبقايا قلبٍ دام ٍ
وجسدٌ ملقًى في مقبرةِ الأطلالِ
أمواتُها من تلكَ القوافي أحياءُ
معذرةً لكُمْ أيها الشعراءُ