احمِلْ قِرابَ الشعرِ يا نوحُ
سنة 2010
هاجَتْ بحارُ الحزنِ في أجفاني = يا نوحُ أينَ سفينةُ الأحزانِ
حزني وحزنُكَ يا أبا الناجينَ حُزْ = نٌ واحدٌ في الطفِّ يلتقيانِ
فأنا وأنتَ لكربلاءَ ورملِها = ولجرحِها المخبوءِ منتميانِ
يمتدُّ فينا الحزنُ عمراً مثقلاً = بقصائدِ الآلامِ والأشجانِ
تتساقطُ الكلماتُ مِنْ أجفانِنا = حيرَى، فتهملُ دمعةُ الديوانِ
تتكربلُ النبضاتُ في أحشائِنا = فنهيمُ في مرثيّةِ الخَفَقَانِ
ونذوبُ في أقصى جهاتِ الوجدِ عشّ = اقاً فيالقداسةِ الذَّوَبانِ
ذا هدهدُ الأحزانِ عادَ مضرّجاً = بالدّمِّ مرتبكاً مِنَ الميدانِ
ألوانُهُ عطشُ الصغارِ، فيا لها = من لوحةٍ دمويّةِ الألوانِ
فاصنعْ سفينةَ حزنِنا، أخشابُها = من مهجتي وشراعُها أوزاني
دعنا نسافرْ حيثُ وجهُ الأرضِ مز = دحمٌ بطوفانِ النزيفِ القاني
حيثُ الجهاتُ محاطةٌ بقصائدٍ = منذورةٍ للجوعِ والحرمانِ
فاحملْ قِرابَ الشعرِ، كلُّ قصيدةٍ = ليتيمةٍ منزوعةِ الأحضانِ
واحملْ قِرابَ الشعرِ، حسبُكُ أنّها = ماءٌ وحسبُ الماءِ للظمآنِ
يا ماءُ هبْنا مِنْ خريرِكَ نغمةً = ثكلى، لنعزفَ أثكلَ الألحانِ
يجتاحُنا وجعُ الفراتِ، فلمْ نجدْ = في الماءِ غيرَ الغدرِ والأضغانِ
كمْ حاصرَتْهُ الأرضُ، كمْ غنَّتْ لَهُ = الأدرانُ حتى غاصَ في الأدرانِ
قيعانُهُ ثارَتْ عليهِ وأشعلَتْ = في كلِّ نهرٍ ثورةَ القيعانِ
يا نوحُ هذا الماءُ وابنُكَ واحدٌ =جُبِلا على الزلاّتِ والعصيانِ
لا عاصمٌ لهما ، فطوفانُ الدما = ءِ يفورُ مِنْ فِهرٍ ومِنْ عدنانِ
الأرضُ غرقى بالدماءِ يلوكُها = وهجُ الرمالِ ولعنةُ الغُدرانِ
فتفجَّرَتْ غضباً على أنهارِها = وتمرَّدَتْ عن فطرةِ الدَّوَرانِ
فتحوَّلَتْ كلُّ الدروبِ لكربلا = ءَ فجرحُها استعْصَى على النسيانِ
فاصنعْ سفينَة حزنِنا يا سيدي = واصلبْ على أخشابِها جثماني
واحملْ دموعي لليتامى قربةً = واسكبْ لهم بكؤوسِهِمْ أجفاني
وأَدِرْ شراعَكَ نحوَ مرفأِ كربلا = ءَ لعلَّنا ننجو من الطوفانِ