شعراء أهل البيت عليهم السلام - مَنْ هُوَ الفائزُ والمنتصرُ؟

عــــدد الأبـيـات
55
عدد المشاهدات
293
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
17/09/2023
وقـــت الإضــافــة
6:31 مساءً

مررتُ بكربلا والعينُ عَبرى = تفيضُ مودةً وتصوغُ شعرا تخطُّ على الصعيدِ نشيدَ عشقٍ = وتشعلُ تحتَ عرشِ الظلمِ جمرا أنادي يا حسينُ فداكَ نفسي = أبا الأحرارِ لا أخفيكَ سرا أراكَ محمدًا في كلِّ يومٍ = وذكرُكَ فيهِ تحلو كلُّ ذكرى أردِّدُ صوتَ مجدِكَ في صلاتي = وأشهدُ أنّكَ المذبوحُ قهرا شمَمْنا مِنْ عبيرِ الطفِّ عطراً = يصوغُ على مدى التاريخِ خيرا فأزمعتُ الوقوفَ لكي أناجي = شهيداً لم يجدْ كفناً وقبرا أراهُ على الرمالِ بقي ثلاثاً = بلا غسلٍ ولا صرخاتِ حسرى تألّقَ بالدمِ المسفوحِ منهُ = إلى أنْ خالَهُ السفّاحُ بدرا فأرعدَ وانتحى عنهُ بعيداً = ويصرخ يا إله الخلق صبرا إلهي لم نحط بالسبط خبراً = وأنتَ بحالِ من أصفيتَ أدرى حسينٌ باعَ للمولى نفوساً = عديماتِ النظيِر وخطَّ سِفرا لِمَنْ طلبَ المعالي في هداهُ = دروسٌ تجتلي للنصرِ نصرا وقد ربحَتْ تجارتُهُ وفازَتْ = فهل نوفيهِ بالعَبَرَاتِ أجرا ولم نسمعْهُ قالَ لدى الرزايا = سوى مولايَ يا رحمنُ شُكرا ألا يا سائلي ما كانَ جبراً = على عبدي طريقاً خطَّ وعرا لقد خطبَ الشهادةَ وهوَ كفؤٌ = وقدَّمَ أطهرَ الأرواحِ مَهرا عقدنَا صفقةً ربحَتْ لديهِ = وزادَ خصومَهُ ذلاً وذعرا هم باعُوا ونحنُ قدِ اشتَرَيْنَا = حسينٌ في التجارةِ صارَ أثرى هنا جناتُ عدنٍ أو سجونٌ = وبينَهما جعَلْنَا الموتَ جسرا فقلْ لي كيفَ لي إنْ كانَ حرًّا = سيقطعُ منهُ شرُّ الخلقِ نحرا أعدلٌ منكَ تنسبُ كلَّ نقصٍ = لمَنْ لا يُخْدَعَنَّ ولنْ يُغَرَّا حسينُ أحبَّ أنْ يحيا سعيداً = ويبقى الدينُ غضّاً مستمرّا هو اختارَ الشهادةَ دونَ وردٍ = لكي لا يتركَ الأكبادَ حرّى لقد وهبَ الحياةَ دماً زكياً = وتوّجَ أمةَ الإسلامَ فخرا تقرَّبْ من رياضِ السبطِ فِتراً = وخُذْ من مجدِهِ شبرًا ومترا ومِنْ عينِ البصيرةِ خُذْ نميراً = ينيرُ مسيرةَ الإصرارَ دهرا وقلْ لي أينَ مَنْ قتلوهُ ظلماً = وأيُّ الناسِ بالأحزانِ أحرى شهيدُ الحقِّ أمَّنْ مزَّقُوهُ = ومَنْ أخذُوا عيالَ اللهِ أسرى لقد عرجَ الحسينُ عروجَ عزٍّ = فقلْ لي قاتِلِيهِ بأيِّ صَحرا بكى يوماً لقاتِلِهِ فأزرى = بقاتِلِهِ تصوّرَ كيفَ أجرى مدامعُ شيعةٍ تبكيهِ عشقاً = وأصبحَ وعيُها للحبِّ مجرى وقد وهبَ الحبيبَ ثمارَ قلبٍ = وهبناهُ قلوبَ الخلقِ طُرّا وضخَّ دماهُ في شريانِ ديني = وصارَ لخطِّ أهلِ الدينِ حبرا أتعجبُ للعوادي لَمْ يرُعْها = بيومِ الحشرِ عندَ الحقِّ حشرا بكى وطناً تغرَّبَ عنهُ قسراً = وشيَّدَ في عِراصِ الطفِّ قصرا لتصبحَ كلُّ أرضٍ بعدَ حينٍ = تُسمَّى كربلا وتزيدُ قدرا ويومٌ واحدٌ عاشورُ فيهِ = أذاقُوا عترةَ المختارِ مُرّا فكلُّ الدهرِ عاشوراءَ أضحى = وأحداثُ الشهادةِ فيهِ تَتْرى وكلُّ حناجرِ الأحرارِ صارَتْ = تنادي يا حسينُ قتلْتَ شمرا ينوحُ الخلقُ نحراً منكَ يُفْرَى = وجسماً منهُ فوقَ التربِ يعرى ولا غسلٌ ولا كفنٌ ثلاثاً = وشبلُكَ في السِّبَا والأختُ حَيْرى أتُغْسَلُ مرةً وتُلَفُّ يوماً = وتُلحَدُ في الثرى والنفسُ حرّى أبا كرمي وحقِّكَ يا حبيبي = تُغَسَّلُ أو طَهُوراً مستمرّا دموعُ الطاهرينَ بكلِّ يومٍ = أقدِّمُهَا لطُهْر عُلاكَ طهرا حسينَ الطهرِ دُمْ للحقِّ ذكرًا = وإنْ أبدى لكَ الأعداءُ غدرا وظنوا إنْ قُتِلْتَ سينعمونا = بدنيًا ما لها عهدٌ بأخرى وإذ بدمائِكُمْ أضحَتْ لهيباً = يؤرِّقُها فقامَتْ وَهْيَ سَكْرَى أحالَتْ فوقَ قبرِكَ سيلَ ماءٍ = ليجرفَهُ ويمنَعَ عنهُ زَورا فحارَ الماءُ والأجيالُ هبَّتْ = تناديكَ اتَّخِذْ في القلبِ قبرا فيا سبطَ النبوّةِ سُدْتَ فِهرًا = وذكرُكَ عن همومِ الدينِ سَرَّى وريثَ الأنبياءِ ووعدُ ربي = بنصرِكَ عندَ مرقدِكَ استقرّا زحفنا نحوَ قبرِكَ يا بنَ طَهَ = على سُنَنَ الإباءِ نجِدُّ سَيْرا نُنادي يا أبا الأحرارِ جِئْنا = نواصلُ بالهدى مَنْ كانَ بَرّا شفيعَ المذنبينَ لنا رجاءٌ = بلطفِكَ يومَ نُسْحَبُ أو نُجَرّا
Testing