إلــى أيــنَ يـا رأسَ الـحسينِ
تـهاجرُ؟؟ أمَـا لـلسٌّرى فـي وحـشةِ الدَّهرِ
آخِرُ؟؟
تـغـرَّبتَ مُـنْذُ الـطفِّ عـن جـسدِ
الـفِدا ومــــا زلــــتَ رحَّـــالاً كــأنَّـكَ
طــائـرُ
تـصـبّـبتَ يـــومَ الـنـحـرِ نــهـرَ
كـرامـةٍ وقـد كـنتَ كفْؤَ الموتِ، والموتُ
ماطرُ
أُحــــسُّ بــأمــواج ِانـتـصـارِكَ
نــشـوةً وأنــتَ عـلـى الـرُّمْـحِ الـرماديِّ
حـاسرُ
تـفوَّقتَ يـا رأسَ الـحسينِ عـلى
الـعِدا تـعـالـيتَ كُــبَّـارًا وهـــمْ هـــمْ
أصـاغـرُ
وها نحنُ، أهلَ الأرضِ، نغفو على الثَّرى وأنــتَ الــذي فـوقَ الـسماواتِ
سـاهرُ
نـهـارًا تـربِّـي الـشـمسَ تـربـيةَ
الـسَّـنا تـعـلِّـمُـهَا كــيــفَ الــشـروقُ
الـمـغـايرُ
ولــيــلاً تــصـلِّـي بـالـنـجـومِ
جــمـاعـةً فـبـورِكْتَ مــن مـولـىً هَـوَتْـهُ
الـمـنائرُ
وتُـلـقِي عـلى سِـرْبِ الـكواكبِ
خـطبةً وأيـــنَ تــكـنْ تـنـهـضْ إلــيـكَ
الـمـنابرُ
أبـا الـغربةِ الظمأَى .. كؤوسي
تأنْسَنَتْ وشَــفَّـتْ بـأجـسـامِ الــزجـاجِ
مـحـاجرُ
يـنـاديـكَ تِـيـهـي فـــي بــرارِيـهِ
هـائـمًا ويـهواكَ هـمِّي وهْـوَ فـي الـنفسِ
غـائرُ
يــضـجُّ فـــؤادي داخــلـي ذاتَ
ظـلـمةٍ كـمـا ضــجَّ فـي شـهرِ الـمحرَّم
عـاشرُ
وتــزحـفُ أحــزانـي تـــؤدِّي
طـقـوسَها كـمـا زحَـفَـتْ نـحـوَ الـحـقولِ
الـمـقابرُ
وتــبـكـي مـنـاديـلي وأمــسـحُ
دمـعَـهـا بـعـيني َّ!! يــا نـعْـمَ الـهـوى
الـمُتصاهِرُ
تـجنَّنْتُ حـيثُ الـقلبُ ثـارَ عـلى
الـنُّهى وأنـــتَ لأمـثـالـي .. الـمـجـانينِ
عــاذرُ
جـنوني هـوَ ( العقلُ الجديدُ ) .. وها
أنا أنــــوحُ وبــالـحـزنِ ِالـعـتـيـق
ِأفــاخــرُ
وأعــشـقُ مـأسـاتـي، أصـــونُ
جـلالَـها فـبـعضُ الـمآسي فـي الـزمانِ
جـواهرُ
أثــاقـفُ فـــي ذكـــراكَ ظــلاًّ
مـفـوَّهًا ومــــا بـيـنَـنـا الـتـفَّـتْ رؤىً
ومَــحَـاوِرُ
ويـشـتـجـرُ الـمـعـنـى لـيـصـبـحَ
أيــكـةً تُـعَـشْـعِـشُ أفــكــارٌ بــهــا
وخــواطـرُ
تـطـلُّ عـلـى الـدنـيا مـن الـخلدِ
قـادمًا فـــلا غـــابَ سـيـماءٌ ولا اخـتـلَّ
نـاظـرُ
تــصـبُّ وقـــودَ الــحـقِّ داخـــلَ
أمَّـــةٍ لأنَّــــكَ تــهــوى أنَّ تُــشــعَّ
الـمـصـائرُ
وتُـغْـري مـحـبيكَ الـمـساكينَ
بـالضُّحى ومـــا الـفـجرُ إلا مِــنْ جـبـينِكَ
سـافـرُ
سـيـوفُ الـلـظى الـبـلهاءُ ظـنّتْكَ
دامـيًا فـكـنـتَ كــمـا تـنـمو وتـحـيا
الـقـساورُ
أرادتْـــكَ يــا لـلـطفِّ – رقـمًـا
مُـمَـزَّقًا فــكـنـتَ وجـــودًا تـشـتـهِيهِ
الـضـمـائرُ
خـرجـتَ عـلـى ريــحِ الـسَّمُوم
ِمـناضلاً وأيــقـنـتَ أنَّ الــعـزَّ حــيـثُ
الـمـنـاحرُ
لأجــل ِالـمدى قـايضْتَ روحَـكَ
بـالردى ولــولاكَ مــا كــانَ الـشموخُ
الـمعاصرُ
ورأسِـــكَ لـــمْ تـشـرقْ هـويـة
ُمـجـدِنا بـغـيرِ أضـاحـي الـطـفِّ وهــيَ
مـجازرُ
عـشـقـنـاكَ مــــرآةً وظـــلاً
ونـرجـسًـا وإنْ زأرتْ وسْـــطَ الـجـحـيمِ
مـخـاطرُ
رَسَـمْـتَ عـلـى جـدرانِنا شـمسَ
كـربلا ومــن حـولِـها قـطـرُ الـنـدى
والأزاهــرُ
هـي الـثورةُ الـكبرى اخـتراعُكَ
سـيدي وتـسـمـو الــدُّنـا فـيـما تــراهُ
الـعَـبَاقرُ
ولا لــــونَ لـلـزيـتون ِ إذْ جـــارَ
جــائـرٌ ولــمْ يـأتِهِ مـن ( سـورةِ الـرَّعْدِ )
ثـائرُ