شعراء أهل البيت عليهم السلام - الجذوةُ التي لا تخبو

عــــدد الأبـيـات
34
عدد المشاهدات
197
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
16/09/2023
وقـــت الإضــافــة
3:11 مساءً

طافَتْ بنا الذكرى على يومِ القضا = ومضَتْ على سمعِ الزمانِ تُهذِّبُ بحرٌ ليغرفَ مَنْ رأى في لبِّهِ = إنَّ الحقيقةَ نورُها يتشعّبُ وبريقُها الآخّاذُ يوغلُ في النهى = ويجوبُ أوردةَ الفؤادِ فيعذِبُ لا لن يمرَّ بها الردى بسيوفِهِ = أو يدنو من تلكَ القلاعِ مخرِبُ ولسانُها فوقَ الرؤوسِ مجلجلٌ = يفري الطغاةَ إلى النُّهى يتسرّبُ هذا يزيدٌ قد مضى لا رجعةٌ = وعليهِ ويلاتُ الدهورِ تَنَكّبُ لا ذكرى لا حسٌّ لهُ في دارِهِ = وبقى حسينٌ للرسالةِ يكتبُ يذكي بجمرِ الدمِّ كلَّ حواسِنا = ويقودُنا بدمِ الفؤادِ فنشربُ وتموتُ آفاتُ الزمانِ وعرشُها = يبقى حسينٌ بحرُنا والمركبُ ومضى الحسينُ من المدينةِ قاصداً = نحوَ الحتوفِ إلى الحقيقةِ يذهبُ والركبُ في جوفِ الليالي قد سرى = وتنوءُ مكةُ والبقيعُ ويثربُ وتكلَّمَ التاريخُ "عينُ الشمسِ لا = يجري سناها والسّنا يتصبّبُ" ركبٌ تُحيطُ بهِ الفتوحُ وخيبرٌ = سربُ الحمائمِ في الذرى إذ تطربُ هذا محمدُ والخنادقُ ترتمي = هذا عليٌ للوغى يتأهّبُ هذا لواءُ الحمدِ يخفُق هازجاً = والبيدُ تُزهِرُ والمسالكُ تعشبُ هذا ترابُ الطفِّ ينشدُ صائحاً = إني إلى صرحِ المُنى أترقّبُ أبقى ملاذاً فوقَ أفقي قصةً = دمُها المسالُ كواكبٌ تتلهّبُ دارَتْ نجومٌ حولَ شمسِ مدارِها = صلى عليها العرشُ إذ هيَ تشخبُ سقطَ الإباءُ لكي ينيرَ دروبَنا = وأمامَهُ الحقُّ المكلّلُ ينجبُ هلعَتْ قلوبٌ كالبحارِ خوافقٌ = إذ أقبلَ المُهرُ المدمّى ينحبُ وهوَتْ ضمائرُ جيشِهِمْ في هوَّةٍ = لا بلْ ظلامٌ قد حواهُ غيهبُ لا لنْ تمرَّ النائحاتُ بزينبٍ = والصبرُ من صبرِ العقيلةِ يعجبُ هذا فؤادٌ قد تفتَّتَ بالأسى = في العمقِ يبكي دمُّهُ يتعطبُ وتراهُ عملاقاً يلملمُ دولةً = حملَتْ لواها لبؤةٌ تتوثبُ غربَتْ شموسُكَ يا يزيدُ برميةٍ = في نطقِها المسنونِ ذاكَ الأهيبُ مأسورةٌ مكلومةٌ لكنَّها = حفظَتْ أريجَ الدينِ كي لا يسلبُ هذا حسينٌ آتياً بمشاعلٍ = تُهدي إلى الأحرارِ ثوباً يقشبُ إنْ نمْتَ يا أزكى الوجودِ بِحرِّها = دقّتْ نواقيسُ الفؤادِ تُرحِّبُ إنْ سالَ دمٌّ من جراحِكَ في الثرى = فالكونُ يبكي والبسيطةُ تنحبُ إنْ باتَ عبدُاللهِ فيها طاوياً = أحشاه في ضنكِ الخطوبِ يُعذَّبُ فالماءُ دفقُ الكونِ مزناً منهلاً = يهمي على القلبِ الصغيرِ فيشربُ رأسٌ مُعلّى شامخٌ متورِّدٌ = من فوقِ رمحٍ ثاقبٍ يتشهّبُ وخريطةُ الدنيا إليكَ سلامُها = تدنو إلى الجرحِ العظيمِ وتعصُبُ تلكَ هيَ الأمجادُ، ضدُّكَ طامسٌ = إنْ يطلبوا الدنيا فحتماً تهربُ
Testing