رحلةٌ على متونِ القلبِ
سنة 2009
يا حافيًا شدَّ لابنِ المرتضى الرحْلا = هَلاّ أخذتَ فؤادي في السُرى نعْلا؟!
خذهُ إذا تعِبَتْ رجلاكَ من سفرٍ = فَهْوَ الذي من مسيرِ الحبِّ ما كَلاَّ
وخطوُهُ النبضُ إذ يزدادُ مِنْ تعبٍ = فيسرعُ القلبُ في خَطْواتِهِ العجلى
مِنْ نبضِه هدهدٌ يُنبيكَ عن نبأٍ = هناكَ عرشٌ حواليهِ الهدى صلّى
مِنْ نبضِه آصفٌ يرنو ليجلبَهُ = قد رامَ يحملُه لم يستطعْ حِمْلا
قلبي البراقُ إذا ما شِئتَ فامتطِهِ = فَهْوَ الذي في ربوعِ الطفِّ قد حَلاَّ
إسراؤُه في ليالي الشوقِ، مقصدُه = مِنْ مسجدِ الصدرِ حتى المشهدِ الأحلى
هناكَ في كربلا قطَّعتُ أجنحتي = سأهجرُ الكونَ لو أحظى بها وصلا
طقوسُ مثلي بأرضِ الطفِّ مدهشةٌ = أقلُّ شيءٍ بها أنْ ألثمَ الرملا
قصَّرتُ خطوةَ شوقي كلّما اقتربتْ = بطَّأتُها بحياءٍ أرجفَ الرجلا
أحجُّ زحفًا وحَبْلُ السبطِ يسحبُني = ما حيلتي غيرُ أني أسحبُ الحبلا؟!
في قدسِ واديه عندَ البابِ مرتعشٌ = ومُلزَمٌ حينها أنْ أخلعَ النعلا
أرهقتُ فيه لساني في تلعثُمِهِ = ومفرداتي غَدَتْ مِنْ كُنْهِهِ خَجْلى
هَلاَّ أذنتَ لرحّالٍ بلا وطنٍ= عافَ الحياةَ ويبغي عندَكَ النُزْلا؟!
فأدخلُ الحائرَ المشحونَ أسئلةً = وألفَ لغزٍ به لا يعرفُ الحَلاَّ
دخلتُ فاخضوضرتْ في الروحِ أوديةٌ = كم عاشتِ الروحُ من طولِ النوى ذبلى
فلترصفوني رخامًا وسطَ حائِرِهِ = يستعذبُ الوطءَ لو ألقَوْا به الثِقلا
أو طيِّروني حمامًا حولَ مَشْهَدِهِ = بنيتُ عشًا على باحاتِهِ طَلاَّ
أنا هديلُ أذانٍ مِنْ منارتِه = في أفقِ كلِّ سماواتِ الهوى يُتْلى
أنا أنينُ رجاءٍ تحتَ قُبتِه = من شجوِ طفلٍ أتى مستجديًا سُؤْلا
وزفرةُ العاشقِ الملهوفِ تشبهُني = إذا تشبَّثَ في شباكِهِ الأغلى
طيني مكامنُه تُرْبٌ بمدفنِهِ = والماءُ دمعٌ على أرزائِهِ هَلاَّ
سُكِبْتُ _ مِنْ بَعْدِ تذويبي _ بقالبِهِ = فقالبُ السبطِ مَنْ أعطانيَ الشَكْلا
مولايَ أنسخُ مِنْ أصداكَ تَربِيَّتي = حتى تكاثرَ بي صوتُ الهدى نَسْلا
وجدتُني قِربةَ العبّاسِ نابعةً = لأرويَ الناسَ من أنهارِها نَهْلا
وجدتُني سبحةَ السجّادِ خاشعةً = إن شدَّها تارةً أو تارةً أدلى
حسينُ يا توأمَ القرآنِ يا كُتُبًا = أهوى قراءَتها عنوانُها كَلاَّ
أمطرتَ لي (بعضَ) مزنِ العطفِ تغرقني = وما نجاتي سوى أنْ تُمْطِرَ(الكُلاَّ)