صبواتٌ في مدرسةِ العشقِ !
سنة 2009
لا تقولي هذهِ اللجّةُ ماءْ=كلُّنا في لغةِ الوصْلِ دِماءْ
شرَّبَ الوجدُ خلاياهُ بنا=فتدلَّينا مجرّاتِ ضياءْ
وطفقْنا نخصفُ العمرَ منًى=قابَ جرحينَ وأهدابِ فداءْ
وبدَتْ أيقونةٌ تصهرُنا=وعلى الجمرِ تَنَاثَرْنا حُداءْ
واشرأبَّت نحوّها أكبادُنا=أيَّ جدبٍ ليسَ تروي كربلاءْ ؟
منذُ أن سافرتُ في أحضانِها=أوثقتْنِي فنسيتُ الخُلَصاءْ
وتكوَّرْتُ على أعتابِها=جرَسًا يلهجُ صبحًا ومساءْ
وانحنى البرعمُ في صدري على=حبّةِ الضوءِ يغنِّي ما يشاءْ
وشذى الأفوافِ من ريحانِها=بَلْوَرَ الدمعةَ زهراً ولحاءْ
وثراها بفراديسِ النُّهَى=عَلَقُ العزّةَ يهوي للسماءْ
كلُّ شعرٍ ما عداها مالحٌ=كلُّ رجعٍ دونّها محضُ زُقاءْ
وأنا بينَ يدَيْها فضّةٌ=ذرفَتْني من أديمِ الكبرياءْ
ورضعتُ الصبرَ من باحتِها=وتناسلْتُ عناقيدَ إباءْ
ورضابُ المسكِ من قدّاسِها=عمّدَتْني بسُلافاتِ الولاءْ
بنجيعِ السبطِ يمّمتُ دمي=وتوضّأتُ بعطرِ الشهداءْ
وإذا فاض نُهيري خجلاً=وبدا يقطرُ من جوفِ الحياءْ
فجنينُ النظمِ في بذرتِهِ=نهْنَهَ العشقَ بليلِ البُرَحاءْ
وحسينٌ قالَ: "هلْ مِنْ ناصرٍ؟"=فتزمّلتُ بدرعِ الشّعراءْ
ودلقتُ الحبرَ من صهبائِها=واللّمى تجهلُ صهباءَ الغواءْ
عتّقتْها لثغةٌ فاضحةٌ=تسكبُ اللهفةَ من حاءٍ وباءْ
فإذا الكونُ بياضٌ فادحٌ=وإذا اللحظةُ إزميلُ صفاءْ
سرُّ طوفانٍ بكينونتِهِ=جذبَ النّهْدةَ من قلبِ الرّوَاءْ
وأنا بوصلةٌ مشدودةٌ=بينَ دمعٍ وعناقٍ ورجاءْ
شمسُ عبّاسٍ على أَرْوِقَتي=مَا أُحَيْلاني بذاكَ الإصطلاءْ !
أصطلي فيها وشوقي ينطفي=أوَ ليسَ القلبُ من نارٍ وماءْ ؟!
كلّمَا تجذبُني تجفلني=بصهيلِ السُّكرِ بعدَ الإنتشاء
عانقَتْنِي عانقَتْ أوردتي=وانثنى الشوقُ ميازيبَ بُكاءْ