وقفةٌ معَ الحسينِ
سنة 2009
خبّأ َ الليل ُ في ثناياه ُ صَدحَكْ=فَتنَفَّسْتَ – ساعةَ الموتِ – صُبحَكْ
حملتْكَ السَّماءُ ديمةَ خير ٍ=لعيون ٍ إنْ جُعْنَ – يقطفْنَ لَمحَكْ
لفنّا الجدبُ فالمسافاتُ شوك ٌ= مرَّ ما مرَّ وهي تندبُ قَمحَكْ
مرَّ ليلٌ من العويلِ طويلٌ=باتَ وسنانَ وهو يرقبُ فَتحَكْ
جبَلٌ أنتَ كلَّلَتْكَ سمانا=بانحناءاتها ولمْ تعْدُ سَفحكْ
قِمة ٌ أنتَ والجميع ُ حضيضٌ=ولهذا حفرتَ بالرأسِ رُمحَكْ
جئتُ منّي اليكَ أحمل ُ قلباً=بُلبلاً تائِهاً وأبصرَ دَوْحَكْ
أتلوَّى ماءً لتشربَ منّي=عَلها أنْ تمّسَ روحيَ روحَكْ
عَطشٌ أنتَ كلُّ جِسمِكَ مِلح ٌ=وأنا الآن َ جئتُ أحصدُ مِلحَكْ
لا تبُحْ بالظما لأنكَ ماءٌ=أنا أخشى أن تُسمِعَ الكونَ بوحَكْ
وَحدكَ الآنَ لا صديقٌ مُعينٌ=لا عدوٌّ ناجٍ فيطلبُ صُلحَكْ
وحدَكَ الآنَ أنتَ للكونِ قُطبٌ=دارَ – ويحاً – وأنت قد قلتَ "ويحَكْ"
جئتُ وحدي – أيضاً ولكنَّ أوجاعي=ذنوبٌ وتلكَ تنطرُ صَفحَكْ
جئتُ أبكي ولا تَلُمْ ضِحْكَ وجهي=إنّني لاحتشادِ حُزنيَ أضحَكْ
جئتُ أبكي وغادرتْ عُشبَ روحي=لُغتي إنّها ستحصِدُ فَرْحَكْ
قبلَ أنْ يبتدي الكلامُ انتهينا=قَرحُها الناسُ ليسَ يُشبهُ قرحَكْ
شفتايَ المحمرّتانِ ... حُسينٌ=وانتحابي يا أنتَ يعشقُ نوحَكْ
يا رسولَ البقاءِ علِّمْ جِراحي=تتهجّى .. علّي أُصافِحُ رُمحَكْ
ها وإنْ جاعَ جُرحُكَ المتدلِّي=ما الذي يا – أنا – ستُطعِمُ جُرحَكْ؟
هلْ سمعتَ الأنينَ يمتدُّ في الأُفقِ=دِماءً حتى يوشِّحَ صَرحَكَ
ألأنَّ العراقَ دَمعُكَ يجري=قرّروا للنضوبِ يا سِبطُ – مَنحَكْ
ألأنَّ العراقَ صارَ رِماحاً=لكَ راموا بغير كُنهِكَ فضحَكْ
خِسئوا .. أنت َ بامتدادِكَ سيفٌ=تتحدّى رُغمَ المريدينَ قَدحَكْ
أحرُفي كُلُّها أمامك َ خَجلى=فهي جوفاءُ ليسَ تبلغُ شَرحَكْ
كانَ مدحي أنّي ذكرتُكَ حيّاً=إنما أنتَ كانَ موتُكَ مَدحَكْ