مناجاةٌ في محضَرِ الإباءِ
سنة 2008
ما كُنتَ في اللهِ مِمَّنْ مَسَّهُ الوجلُ = مِنْ يومِ أُدْمِيتَ باتتْ تُمطِرُ المُقلُ
يا مَنْ بكَ الدينُ حدَّ اليومِ مُفْتَجِعٌ = يا لُبةِ الصبرِ يا قهّارُ يا رجلُ
راموا المذلّةَ فاستشرفْتَ قمَّتها = مواطئُ المجدِ مِنْ لاءَيكَ تشتعلُ
أنعِمْ بِمَنْ ثارَ والأرواحُ خانعةٌ = أزرى بها الظلمُ واحتارَتْ بهَا السُّبُلُ
تَسَيَّدَ القهرُ والأهواءُ حاكمةٌ = فاختارَكَ اللهُ درعاً أيَها البطلُ
تمضي بسبعينَ نحوَ الحتفِ ما رجفَتْ = رجلاكَ إذ سِرْتَ نحوَ الحتفِ ترتحلُ
وإنّما سِرْتَ تُحيِي سُنَّةُ دُثِرَتْ = بفعلِ مَنْ صاحَ يوماً" (اعْلُ يا هُبَلُ)
أحاطَكَ القومُ بغياً من جهالتِهِمْ = أعماهُمُ الضغنُ والأحقادُ والأملُ
ساقُوا إلى الموتِ مَنْ قد جاءَ يُنقذُهُمْ = مِنْ ذِلَّةِ الرِقِّ بئسَ القومُ ما عملوا
لو كانَ جبريلُ حراً في تصرُّفِهِ = لزلزلَ الكونَ ما إنْ أشرعَتْ أسَلُ
لأرجفَ الأرضَ رُعباً يا بْنَ حيدرةٍ = وثارَ طوفانُ نوحٍ بلْ هَوَى زُحَلُ
وثارَتِ الناسُ في الأصلابِ هاتفةً = جئناكَ جئناكَ هذا الزّحفُ متّصلُ
لكانَ لليومِ طفُّ اللهِ منعقداً = وكلُّ مَنْ جاءَ يسعى عاشقٌ ثمِلُ
يا مُسكِتَ الكلمِ لن ترقى لكَ الجُمَلُ = وكيفَ إنصافُ مَنْ بالدمِّ ما بخلوا؟
يُصيبُني العجزُ والإعياءُ يُحبطني = من ثلمةِ العرشِ قل لي ما سأرتجل؟
ما هُنتَ بالموتِ بلْ نورُ الجِنان خبا = فاختاركَ اللهُ حتى منكَ يكتملُ