ملاذُ العاشِقينَ
سنة 2008
رحلتُ على نسماتِ الحنين = وجئتُكَ في موكبِ العاشقين
وورَّدْتُ حبّي على بلقعٍ = تورَّدَ فيهِ نجيعُ الوتين
وأسبلتُ كفّي على فرقدٍ = يسامقُ في خافقيهِ السنين
أتيتُكَ حافٍ على لوعتي = بسرجِ المُنى ودعاءِ الأنين
وقلَّبْتُ قلبي على تربةٍ = إليكَ وعفَّرتُ جرحاً دفين
فمنكَ استنارَتْ لنا الذكرياتُ = فطافَتْ ببيتِكَ في الباذلين
كأنّي بحجِّكَ حجِّ النحورِ = تشعّبَ في سوَرِ الخالدين
وأيقنتُ أنَّ الدما رعشةٌ = تؤبِّنُ ملحونةَ الواهنين
أخذتُ أُجمِّعُ طيفَ الظنونِ = لأرسمَ ملحمةَ الثائرين
فرفَّ على مقلتي وجعٌ = تمخَّضَ عن وجعِ العافرين
وسحَّ مآقي شجوني أسًى = ترمَّلَ في زفراتِ الجبين
كأني بنفسِكَ حينَ العُرُوجِ = بمحرابِ مذبحِها تستكين
تؤمُّ النفوسَ بأوداجِها = وتسجدُ في قبلةِ الناحرين
وتغزو دماؤكَ روحَ الإبا = وتخطبُ في منبرِ العارفين
فبانَ جبينٌ دميُّ العروقِ = بأفقيَ من مُقَلِ العالمين
يؤبِّنُ للشمسِ أنوارَها = ويلبسُها حُلَلَ النازفين
وتسعى عيونيَ بينَ الدماءِ = وترجمُ أكذوبةَ الملحدين
محيَّاكَ نبعٌ يضمُّ الضياءَ = ويبعثُهُ شُعَلَ السائرين
أحسُّكَ نبضاً بكلِّ الصُّدورِ = وقلبَكَ روحاً إلى التائهين
وفكرُكَ يزهو لكلِّ النُّهَى = يقلِّدُها رُتَبَ الفائزين
أتيتُكَ والقلبُ رامَ العناقَ = فقلبُكَ أحبولةُ الياسمين
ورسمُكَ يزهو بكلِّ العيونِ = وذكرُكَ في مُقَلِ الطائفين
فإسمُكَ أذّنَ في مدمعي = وهلَّلَ في أُذُنِ الرافضين
حسينٌ سألطمُ صدراً طعيناً = عليكَ تجهَّمَ في اللاطمين
حسينٌ وأكتبُ بينَ الجراحِ = بأنَّكَ ترتيلةُ الواثبين