شعراء أهل البيت عليهم السلام - في حضرةِ الضوءِ

عــــدد الأبـيـات
28
عدد المشاهدات
257
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
16/09/2023
وقـــت الإضــافــة
8:27 صباحًا

عبَرَتْ على جسرِ الخلودِ مشاعري = وتوسَّدَتْ نارَ الدموعِ محاجري عنّي هربتُ ولم يبارحْنِي الهوى = ينتابُني منذُ الزمانِ الغابرِ حفرَتْ سنينُ العمرِ فيَّ ندوبَها = وتأبَّدَ الشوقُ الحميمُ بخاطري كم ذا تجلبَبْتُ الهُيَامَ عباءةً = مِنْ بينِها اتخذَتْ خيوطُ أواصري أنا نخلةٌ هزَّ السُّهادُ بجذعِها = فتناثَرَتْ فوقَ الترابِ ضفائري نبتَ الحسينُ على فمي أنشودةً = وغمَسْتُ في قصصِ الإباءِ غمائري فإذا تفتَّحَتِ القطافُ روايةً = نقلَتْ عن السبطِ الشهيدِ تواتري إيهٍ أبا السجّادِ لوَّعني الهوى = فمتى أكحِّلُ من جمالِكَ ناظري؟ عُدْ نهنِهِ الدّمعاتِ في أوطانِنا = أيُّ احتشادٍ في حشاها الفائرِ؟ عُدْ حاملاً ودجَ الشهيدِ وفجرَهُ = واكسُ السماءَ بَرِيقَ نصٍر هادرِ عباسُ أنتَ إذا تطايرَ نقعُها = شرقتْ نحورٌ بالحسام الباترِ والصِّيدُ صحبٌ في عباءتِكَ التَقَوا = فطفَتْ لهُمْ جناتُهُمْ ببشائرِ يا مَن تقلَّدْتَ الإباءَ ملاحماً = تنثالُ من رحمِ الوجيبِ السّاعرِ تفديكَ كلُّ خليةٍ من أضلعٍ = سكنَتْكَ جرحَ الضلعِ تحتَ الحافرِ وبكلِّ سهمٍ جسَّ صدرَكَ نصلُهُ = حدَّ التشابُهِ مسَّ صدرَ الضامرِ إني أنا الصدرُ المهشَّمُ ظامئاً = ينداحُ عطرُ الدمِّ منكَ بسائري يا قلبَ زينبَ راعَني متناثراً = فطوى على ثغرِ الزمانِ تناثري جثمَتْ على وجهِ السماءِ غلالةٌ = حمراءُ ترسمُ بالدموعِ شعائري أشلاءُ خضَّبَها النجيعُ كأنّها ال = أجرامُ من ألقِ السطوعِ الباهرِ أذكَتْ جوانبَ كلِّ صدرٍ زارَهُ = ضوءُ الحسينِ فأكرِموا بالزائرِ وبكى الفراتُ بكى طويلاً حينَما = ناديْتَ في الأرجاءِ: هل مِنْ ناصرِ؟ فأجابَ مكلوماً: فديتُكَ لا تسلْ = فالقومُ قد فُتِنُوا بعجلِ السامري ولرحلةِ الأيتام أطرَقَتِ الدُّنا = وقميصُها أمسى كبورٍ قافرِ مهلاً، فثمّةَ من أرى أجفانَها = تنشقُّ عن جسدِ الدموعِ الحائرٍ كانتْ تراقبُ كلَّ رجفٍ متعبٍ = تتحسَّسُ الماضي بلدغِ الحاضرِ وتميلُ صوبَ الطفِّ تبذرُ نذرَها = فأراهُ ملتفاً بِجِيدِ سرائري عادتْ تخيطُ الجرحَ من صَلَواتِها = عزفاً يضرّجُ باللحونِ مزاهري شجَّ المصابُ ركوعَ زينبَ فانبرى = محنيَّ ظهرٍ من عشيَّةِ عاشرِ
Testing