أَبَـعدَ مـصَابِ الـطَّفِ طـرفُكَ
يَـهجعُ وَتَــهـدأُ أو يَـحـلُـو لِـجَـنْـبَكَ
مَـضـجَعُ
وَيُـهـنيكَ عَــذْبٌ والـحسينُ
وصـحبُهُ قَـضَوا عَـطَشًا والـنهرُ بـالماءِ
مُـتْرَع
وَتـهوِي الغِطَا المُرْخيْ عليكَ
وزينبٌ بِـغـيرِ وِطَــا تَـطوِي بـها الـبيدَ
ضُـلَّعُ
وتَذْكرُ شَأنَ المُحصَنَاتِ وفي
السِبَى حَــرائِـرُ طَـــه مـــا عَـلَـيْـهِنَّ
بُـرْقُـعُ
لـقدْ سُـلبَتْ مَـنها الـمَقَانعُ
فـاغتَدَتْ لَــدَى الأسْــرِ عـنـها بِـالسِيَاطِ
تُـقَنَّعُ
ولَــمْ أنْــسَ مَـا لاقَـتْهُ عـندَ
دُخـولِهَا عَـلَـى ابْـنِ زیادٍ فـهْوَ أدْهَـى
وَأَشْـنَعُ
وإنْ كـنتُ نَـاسٍ لـستُ أنْسَى
مَقالَهُ لِــزيـنـبَ قَـــولاً لِـلـصُـخورِ
يُــصَـدِّعُ
أزيــنـبُ صُــنْـعَ اللهِ كــيـفَ
رَأَيْــتِـهِ بِـقَومِكِ مَـن فـي الـغَاضِرِيَّةِ
صُرِّعُوا
أخَــاكِ حـسيناً والـعُتَاة مِـن
الأُولَـى بـبيتكِ حـيثُ الـكلُّ في المُلْكِ
يَطْمَعُ
أتُـرفَـعُ مـنـكِ الـرأسُ فـخراً
وَرِفـعةً وَرَأسُ رئیسِ الـفـخْرِ بـالرُّمحِ
يُـرفَعُ
ويَـفْـتّر مـنـكِ الـثَـغْرُ ضِـحْكاً
وَثَـغْرُهُ يَــزَيــدُ لَــــهُ بـالـخـيـزرانَةِ
يَــقْــرَعُ
ويَـجْـعُـلهُ طَــوْراً بِـطَـشْتٍ
مُـذَهَّـبٍ ومَن حولِهِ الخمرُالشرابُ المُشَعشعُ
وَيَـشربُ كـأسَ الـخمر طَـوْرًا
وتَارَةً يُـغَـنِّي بِـهـذا الـقـولِ جَـهْراً
وَيَـسْجَعُ
فَـيَـا لـيـتَ أشـيـاخِيْ بِـبَـدْرٍ
یَرَوْنَـنَي بِرَأسِكَ يا ابنَ المُصطفَى كيفَ
أصْنَعُ
إذاً لَأَهَــلُّــوا واسْـتَـهَـلُّـوا
وأظْــهَـرُوا مِـنَ الـبشْرِ مـا فـيهِ الـمَسَرَّةُ
تُجْمَعُ
ومِــمَّـا يُـــذِلُّ الـمـسـلمينَ
خِـطَـابُهُ لِـزيـنـبَ والأعـــداءُ تَــرنُـو
وَتَـسـمَعُ
وَوَقـفـتُها بـينَ الـعِدَى وَخـضوعُ
مَـن لِـخـدمَـتِـهِ كـــلُّ الـمَـلائِـكِ
تَـخْـضَـعُ
وَيـنـظـرُ هَـاتـيْـكَ الــوَدَائِـعَ
حَـولَـهـا بـأحـشائِها الـحـزْنُ الـمُـبَرَّحُ
مُــوْدَعُ
فَـيَـدعُو رَبَـابًـا کلِّـمِـينيْ فـلَـمْ
تُـجِبْ فَـيَـنْـهَضُ مُـغْـتَـاظاً هـنـاكَ
ويُـسْـرِعُ
ورأسُ حـــسینٍ فـــي يَــد وَیَدٌ
بِـهـا قَـضـيـبٌ بِــأنـواعِ الـحُـلِـيِّ
مُـرَصَّـعُ
فَـيَـغْدُو لـديْـهَا واقِـفـاً صَـارِخـاً
بِـهَـا يُـخَـاطِبُها والــرأسُ بـالـنورِ
يَـسْـطَعُ
سَـألـتُكِ هَــذا الـرأسُ هَـل
تَـعرفيْنَهُ كَــأَنِّـيْ بِـهـا تَـرنُـوهُ والـعـينُ
تـدمـعُ
وتَــصــرخُ إيْــــهٍ یا یزیدُ
فَـضَـحْـتَنِي ومَـا كـانَ قـبلَ الـيومِ صوتِيَ
يُسْمَعُ
(لَـقَدْ کنـتُ أسْـتَحْيِيْهِ والـتربُ
بَینـنا) إلَـــى الآن قــلـبٌ لِــيْ بِــهِ
مُـتَـوَلِّعُ
فَـتلكَ هـيَ الـبَلوَى الـتِي مَا رَأَى
ولا وَعَى مثلَها في الدهرِ مرأىً
ومَسمَعُ
مَـصَـائبُ لـوْ صَـوَّبتَ فـكرَكَ
نَـحوَها لَــخـلْـتَ أفَـاعِـيـهـا بِـقَـلـبِكَ
تَــلـذَعُ
مَـصـائبُ لا يـأتِـيْ عـلـيهنَّ
واصِــفٌ فَـدَعـهَا أخَـا الـتِعدَادِ فـالأمرُ
مُـفضِعُ