سِيرَةُ السَّجَّادِ
رضا الهاشمي
العِلْم ُ والزُّهْدُ و الإصْلاحُ و الحِكَم ُ = و النُّورُ في سِيرَةِ السَّجَّادِ يرْتَسِمُ
أنْعِمْ بشِعْرٍ لهُ الأعجَازُ راضِخَةٌ = صُدُورُهُ لا عنِ الأعجَازِ تنْفَصِمُ
يا حفْلُ باللهِ ما شِعْرِي و ما قلَمِي = إنْ لمْ يكُنْ في مديحِ الآلِ يختَضِمُ
أحبَبْتُهُمْ و الهوَى تَسْبِي شَواطِئُهُ = و يَسْرِقُ الشَّوْقُ قلْبِي حينَ يرْتَطِمُ
يا لائِمِي في هوى الأنْوارِ قُلْتُ: قِفَا = و سائِلِي عنْ سَنًى تُهْدَى بهِ الظُلَم ُ
هلاّ أتَيْتُمْ بِخَلْقٍ مِثْلِهِمْ و كَفَى = لمِثْلِهِمْ تنْحَنِي الأمْجَادُ و العِظَمُ
خَرَّتْ جِبَالُ الدُنَا مِنْ وهْجِ حَضْرَتِهِمْ = و أيْنَعَتْ مِنْ ثَرَى أعْتَابِهِمِ قِمَمُ
أُخَضِّبُ الشِّعْرَ مِنْ حِنَّاءِ أوْرِدَتِي= حُبًّا لَهُمْ بانَ في مِصْدَاقِهِ القَسَمُ
أُعَلِّلُ النَّفْسَ مِنْ هَمٍّ يُرَاوِدُهَا = بِحَفْلِ سِبْطٍ بِهِ الأكْوَانُ تَبْتَسِمُ
أنْعَمْتَ يا رَبِّ أنْ أحْيَيْتَنِي لِكَذَا = حَفْلٍ بَهِيجٍ فحَمْداً طابَتْ النِّعَمُ
يا ابْنَ النَّبِيِّ فمَا شِعْرِي بِمَدْحِكُمُ = إِلَّا شُعُورٌ يُناجِي وصْفَهُ القَلَمُ
أنْتَ الَّذِي تعْشَقُ الثَّفْنَاتُ سَجْدَتُهُ = و الدِّينُ يَعْرِفُهُ و الجُودُ و الكَرَمُ
أنْتَ الَّذِي تُذهِلُ الإِيْمَانَ عِصْمَتُهُ = مِنْ مَعْشَرٍ عَنْ جَمِيع الذَّنْبِ قَدْ عُصِمُوا
يا مَنْطِقَ العَقْلِ يا عَقْلًا بِهِ نَطَقَتْ = مَنَاقِبٌ يَجْتَنِي مِنْ هَدْيِهَا الكَلِمُ
لَوْلاكَ لَمْ تَعْرِفِ الدُّنْيَا مَعَالِمَهَا = فَكُنْتَ أنْتَ الدُّنَا و العَالِمُ العَلَمُ
يا نَسْلَ مَنْ شَمْسُهُمْ شَمْسٌ و بَدْرُهُمُ = بِهِ اهْتَدَى الدِّينُ و الإِيْمَانُ و الأُمَمُ
مِنْ مَعْشَرٍ حُبُّهُمْ رُشْدٌ و بُغْضُهُمُ = غَيٌّ و قُرْبُهُمُ مَغْنًى و مُغْتَنَمُ
لَمْ يَقْدِمِ الدِّينُ إِلَّا مِنْ مَنَازِلِهِمْ = و الذِّكْرُ ما جاءَ إِلَّا حِينَمَا قَدِمُوا
يا صاحِبَ الهَيْبَةِ الوهَّاجُ رَوْنَقُهُا = يا مَنْ يَمُرُّ على العَلْيَا فَيُحْتَرَمُ
يا ابْنَ الأمِينِ الَّذِي مِنْ عِنْدِ خَالِقِهِ = يُوحَى إِلِيْهِ و وَحْيُ اللهِ يَسْتَلِمُ
يا ابْنَ الأَمِيرِ الَذِي ايمَانُهُ قِيَمٌ = بِفَأْسِهَا ذِي الإِبَا قَدْ حُطِّمَ الصَّنَمُ
يا مَنْ إِذَا زَارَ بَيْتَ اللهِ سَارَ لَهُ = و قَبَّلَتْ رَأْسَهُ الأَعْتَابُ و الحَرَمُ
ماذَا أقولُ بِزَيْنِ العَابِدِينَ و قَدْ = تَعَلَّمَ العِلْمَ مِنْهُ العُرْبُ و العَجَمُ
الدِّينُ هامَتُهُ و الزُّهْدُ عاتِقُهُ = و العِلْمُ مَرْتَعُهُ و الكُلُّ يَغْتَنِمُ
يا مَنْ على كَفِّهِ غَيْمٌ يَصُبُّ على = يَبَاسِ عَوْزِ الوَرَى جُودٌ هُوَ الدِّيَمُ
يا مَنْ تسَامَتْ بَهَدْيِ اللهِ هامَتُهُ = يا مَنْ تُقَبَّلُ مِنْهُ الهَامُ و القدَمُ
مَوْلَايَ حَلَّتْ بِقَلْبِي النَّائِبَاتُ فإِنْ = ذَكَرْتُكُمْ نَائِبَاتُ الدَّهْرِ تَنْعَدِمُ
أفْدِيكُمُ بِدَمِي و الرُّوحُ تَتْبَعُهُ = تَاللهِ ما الرُّوحُ في تَقْدِيسِكُمْ و دَمُ
واللهِ مَنْ تَبِعُوا خُطْواتِكِمْ ظَفَرُوا = و إِنَّ مَنْ دَخَلُوا في دارِكُمْ سَلَمُوا
أنْتَ الَّذِي تُغْدِقُ الدُّنْيَا مَنَاقِبُهُ = و أنْتَ مَنْ تَسْتَقِي مِنْ خُلْقِهِ الشِّيْمُ
سَلَامُ صَبٍّ مُحِبٍّ في حَشَاهُ جوَىً = مِنْهُ الصَّبَابَةُ مِثْلَ النَّارِ تضْطَرِمُ
مَوْلَايَ يا أيُّهَا السَّجَّادُ يُوقِفُنِي = فِي مَدْحِ أوْصَافَكِ التَنْزِيهُ و العِصَمُ
قَدْ أرْضَعَتْنِي حلِيبَ العِشْقِ والدَتِي = مُذْ كانَ يَحْمِلُنِي في جِسْمِهَا الرَّحِمُ
فصِرْتُ أعْشَقُكُمْ عِشْقَ الرَّضِيعِ إِلَى = حَلِيبِ أُمِّهِ لَيْسَ العِشْقُ يِنْفَطِمُ
موْلَايَ فاقْبَلْ قَصِيدًا مِنْ عُبَيْدِكُمُ = أنْتَ الإِمَامُ و فِيهِ النَّاسُ تَأْتَمِمُ
دَعْنِي أُقَبِّلُ بِالأَشْوَاقِ أَرْجُلَكُمْ = يَا سَيِّدًا أمْسَتْ الدُّنْيَا لَهُ خَدَمُ