منظومة الكساء الملا مهدي بن الحاج محمد الشهابي الدرازي
الحمد لله الذي منَّ على = عباده بأحمد خير الملا
نزَّهه عن كل وصمة وقد = حبآه بالفضل على كل أحد
وخصه بالآل خير آل = زبنة عقد المجد ذي اللئالي
صلوته تترى عليهم سرمدًا = أو جدهم لم يترك الخلق سدى
جلت مزاياهم عن المماثلة = شاهد حالٍ آية المباهلة
وقصة الكساء ما أجملها = جاد بها الدليل فاستمع لها
فقد روت فاطمة الزهراء = ستُّ النساء البضعة الحوراء
تقول يوماً جاء في داري أبي = خير البرايا أحمد الطهر النبي
فقال لي يا ابنتي إني أرى = في بدني ضعفاً باعصابي سرى
فومي وغطيني في هذا الكسا = وهو اليماني أيا ست النسا
أسرعن بالكسا له كما امر = غطيته ووجهه فاق القمر
بشرق نوراً اذ اتى السبط الحسن = أبو محمد الزكي المؤتمن
يزفُّ بالوقار والسكون = سَّلم ثم قال انبئيني
أنى أشم نفحة المختار = تفوح في الدار وخلف الدار
قلت نعم ها هو بالكسا لتحف = فليفخر الكساء فيه الشرف
فراح يسمى طيب الأعراق = شبّرٌ المهذب الأخلاق
سلّم من خلف الكسا وحيّا = وبعد ذاك استأذن النبيا
قال له ادخل يا حبيبي فدخل = وبعد ساعة أو إتها أقل
بينا انا جالسة في الدار = إذ لاح ناج المجد والفخار
شبير نجل حيدر وسلّما = عليَّ ثم قال يا اماه ما
هذا الذي اشمه في المنزل = كأنه ريح النبي المرسل
قلت وحق فالق الاصباح = اصبت يا حيَّ على الفلاح
أخبرته عن الكسا وجدّه = فجاه يسمى نحوه بجهده
سلّم واستأذن من خير البشر = قال له ادخل فاجاب واستقر
فما مضى من ساعة حتى أتى = من صرحت بالمدح فيه هل أتى
ابوهما الغضنفر الليث الأسد = فارس بدر وحنين واُحد
يقةل يا سورة عمَّ وسبأ = وابنة من جاء با شرف النبأ
يا طيبَ طيبِ الحور والجان = وابنت طه المصطفى العدناني
شممتُ ريحاً ههنا اظنها = ريح النبي المصطفى رب النهى
قلت وعن جنبيه سبطاه معه = فاهتز من قولي لما سمعه
فقلت في المساء قد ضمهما = فجاء يسعى نحوهم مسلّما
قال له النبي حين استأذنا = يا تاج فخر الدين فادخل معنا
فانضم في الكساء را ينًا لهم = هناك أسرعت وجئت نحوهم
سلمت واستأذنت قال لي ادخلى = مع ولديك وأبيك وعلي
دخلت والموضع بالنور يضي = وحيث باجتماعنا الرب رضي
نادی تعالي يا لها من مكرمة = باهي بنا أملاكه ما أكرمه
اُقسم بالعزة والجلال ما = سماً خلقتها ولا أرضاً وما
خلقت بدراً لأ ولا شمساً وما = أجريت بحراً لاولا فلكاً وما
ادرت افلاك الوجود کیف ما = شئت ولا غيث من السما همى
إلا لاجل الخمسة الذين هم = تحت الكساء الآن ياطوبى لهم
قال الأمين جبرئيل ربنا = من هم بحق شأنهم أين لنا
قال هم الزهراء والكرار = وابناهما والمصطفى المختار
هم اهل بيت الجود والجلالة = هم أهل بيت الوحي والرسالة
فاستأذن الأمين في الحال بأن = یکون سادساً لسادات الزمن
فاء بعد الاذن مابطا إلى = ساحة طه والهدات النيلا
سلّم واستأذن يتلو (إنّما) = وصار سادسا إليهم خادما
قال على ما لهذا المجلس = عند إلهنا من التقدس
قال النبي والذي اجتباني = وفي المناجاة له أدنانی
كقاب قوسين كما في الآية = ما قطُ تنلى هذه الرواية
في حفل الشيعة إلا حضرت = ملائكة السما لهم واستغفرت
رحمهم ذو الرمة القيوم = وتكشف الغموم والهموم
يقض الآله حاجة المحتاج = في أسرع الوقت بلا لجاج
كرامة منه لاصحاب العبا = أكرمهم باري البرايا وحبا
قال إذا فزنا كذا احبابنا = فازوا كما طابوا وطيبهم بنا
تمت رواية الكسا المعظمه = يا قاتل الله العتات الظلية
جاؤا لهذا البيت بالوقود = فاقوا بظلمهم على ثمود
قادرا عميد الدين بالنجاد=فاقوا بظلم أظلم العباد
لم يرقبوا الزهراء روّعوها = باللطم والسياط ارجموها
بالنفس والاهل معاً والاسرة = أفدي بتولا انهكتها العصرة
ولم تزل من رفة المين = ولطمة مؤذية اللعين
ووکزة المسمار في الصدر ومن = تكسير اضلاع تحن وتئن
ودمعها يهمي كماء منهر= حزنا على فراق سيد البشر
ونكبة من بعده حاّت بها = كأنه ما كان موصيا بها
وأعظم الخطوب والدواهي = منهم لها فيال الله
حتى من البكا على أبيها = ظنوا بكاها من جويً يشفيها
قد أشرفت على المون قبل أن = بدنو منها لخطوب ومحن
فاختلست عن نسلها وبعلها = وارتكم الحزن بهم من اجلها
حكى نهارهم ظلام الحندس = صاروا كأنهم بليل غَاِس
وبالخصوص هازم الأحزاب = نقّض كفيه من التراب
تراب قبرها وقال شعرا = وانصبت العين دموعا حمرا
قال لعمري ردت الوديعة = مهضومة مظلومة وجيعة
تشكو آذاها للإله الواحد = من كل وغد ظالم معاند
وبالصلوة والسلام انختمت = منظومة الكسا كما قد نظمت
على محمد وآله الغرر = عصمة مهدي الشهابي والوزر