وانطفأ التقوى
السيد علي الساري
سحب التفجع أمطرت بفنائي= لكنها ما أمطرت بيدائي
هطلت صروف الحزن تعلن أنها= قد لفت الأكوان بالظلماء
موجاته غضب مربع لوعلت= عصف ضروس معدم النظراء
حفرت حروف الحزن داخل أضلعي= كقصيدة موجوعة حمراء
والدمع يكسر مقلتي كمعاول= كسرت رتاج الترب بالبأساء
قدعم كل ربوعنا متوعدا=أفراحنا بالحزن والآلام والأعباء
ألم أناخ علي فؤادي ثقله = جعل الفؤاد كساحة سوداء
يزداد في ضراوة وقساوة=والعين لا زالت تجود بمائي
أرنولشاطئ لوعتي متأوها= وأهدهد الزفرات دون حياء
وأسيرابكر الطريق لعلني=أجد الخلاص من الشقاء بدواء
ما اسمي من الحزن المخمر داخلي= ماعدت أعرف أنها أسمائي
وتغيرت لغتي وشكلي حينما=امتد البكاء مغيرا سيمائي
كالبحر ممتداً بحد نواظري= ماعدت أبصرأينه مينائي
أحزان قلبي ما استكانت إنما= وهج الدموع يزيد فيَّ بلائي
وتثيرفي نواعياً ومراثياً= تبكي لها بتفجع أشلائي
ومقطعًا قد صرت أجمع حينها= بكآبة وتململٍ أجزائي
وقد احترفت الحزن منذ تفتحت= رئتاي فالنفس الحزين هوائي
ماعدت أبغي عنه أخر إنه= وجهي ولوني بيدري وفنائي
روحي بروح الحزن شدت داخلي= في جسمي المنهوك بالأعباء
وكتربة للحزن صرت مسخراً= ونباتها مجدد الأرزاء
ببذور بؤس أفرعت وترعرعت= أشجارنا، كصخورنا الصماء
وغدي كمايومي وقبل قدومه= أمسي ترجل حاملا أصدائي
سمتي على هذه الحياة توجع= تنمو بدمع حارق وبكاء
منذ ارتحال العدل في محرابه= ماعاد لي إلا البكا وشقائي
منذ انطفاءة حيدر انطفأ التقى= واستوحش القوى الطريق النائي
وبكاه ما بين الوجود تحسفاً= وبكاه مابالكون من أشياء
فهنا رأيت اليتم يجري دمعه= وأتى بعزي عصبة الفقراء
وهناك أقبل جبرئيل وحزنه= لالايحد محمدًا بعزاء
حتى محاريب الصلاة تألمت= إذ أنها لم تشتعل بدعائي
حتى لقد سالت دموع شريعة ال= مختار تبكي ركتها بإباء
وأنا هنا في الحزن أبقى غارقاً= وأصيغ منه تفجعي ورثائي
حتى جعلت الجرح قلب يراعتي= تنساب من آلامه أضوائي
ونذرت كل قصيدة وحروفها= انصاعت إلى أقلامنابوفاء
للجرح يامولائي حين تفجرت= منه الدماء تسيل في الغبراء
لك سيدي حتى تكون بذكركم= حازت على شرف وطول بقاء