دمشق والفوادح
ديوان الأنوار القدسية - الشيخ محمد حسين الأصفهاني
وما رآه في دمشق الشام = أدهى (301) من الكل على الإمام
ومنه من عظم البلا لأجزعا = ياليت أمي لم تلدني سمعا
أتضرب الدفوف والطبول = وابن النبي رأسه محمول
واتخذوا يوم المصاب عيدا = بغيا لكي يرضوا به يزيدا
شاهد ربات (302) خدور العصمة = مهتوكة بين لئام الأمة
كأنهن من سبايا الروم = فياله من منظر مشوم
رأى وقوف الطاهرات الزاكية = قبالة (303) الرجس يزيد الطاغية
وهن في الوثاق والحبال = في محشد (304) الأوغاد والأنذال
وقد رأى من ذلك الكفور = ما دونه الموت على الغيور
كيف وقد شاهد مرشف (305) النبي = يقرع (306) بالعود فيا للعجب
شلت يد مدت إليه مدا = كادت له الأرض (307) تهد هدا
تلك الثنايا (308) نقطة التوحيد = ومركز التجريد والتفريد
ثغر (309) به نمت (310) حدود المعرفة = غدت رسومها به منكشفة
ثغر به سدت ثغور الدين = تنكثه مخصرة (311) اللعين
لا بدع من طاغية الإلحاد = من أمه آكلة الأكباد
وما رأى في نفسه من البلا = من عظمة تندك أطواد العلا
كيف وأضحى قائد العباد = مصفدا يقاد في الأصفاد (312)
وباسط اليدين بالعطاء = أصبح مغلولا بلا خطاء
غلت (313) يد الضلال والفساد = غلت يد المعروف والأيادي
أيسحب (314) المطلق في القيود = وهو مجرد عن الحدود
أصبح قطب حلقة التوحيد = في حلق القيود من حديد
وسيق جوهر الوجود المطلق = إلى ابن مرجانة ذلك الشقي
ولا نسل (315) عما رأى من الأذى = يا حبذا الموت المريح (316) حبذا