ولد المجتبى
علي احمد مكي الكرزكاني
ولد المجتبى فعم الرخاء = وتجلى في الكائنات الضياء
وانبرى السعد ضاحكا يتغنى = في حاب تحوطه الالاء
والسماوات في سرور وعيد = جاء منها في الخافقين نداء
أيها العالمون قد ولد السبط = فقامت من اجله العلياء
طأطأوا الراس فالمقام عظيم = ليس يرقى لمستواه الثناء
ليس مثل السبط الزكي وليدا = فهو من خالق الانام عطاء
ذاك رمز الإباء يكفيه فخرا = انجبته الصديقة الزهراء
وأبوه روح الحياة على = من اقرت بفضله الزهراء
بارك الله فيه خير وليد = انزلته على الرسول السماء
طاهر كامل تقي نقي = اريحي يفيض منه الإباء
يعجز المدح ان يوفيه حقا = فهو في كل وجه نعماء
يا نتاج الايمان يا خير غصن = من بني هاشم الأولى قد أضاءوا
يا كريم العطاء يا بن المعالي = يا سخيا ترتاده الكرماء
أيها السابق الانام الى العلياء = ومقرى الضيوف مما يشاؤوا
سيدي يا ابن فاطم وعلي = من على رأسه يرفرف اللواء
يا عميد الإصلاح يا قاطن البرهان = يامن اخلاقه شماء
أيها الصابر الذي ما استطاعت = طاقة مثل صبره العظماء
فهو عنوان كل من كان يهوى = أن يغطى سمائه الابتلاء
صبره لو دنت إليه جبال = لأزيلت ودب فيها الفناء
قل لمن قال انه بايع الطغيان = خوفا هون عراك الشقاء
لا تجازف بقول افك وزور = وتعقل يا أيها الببغاء
انت لا تعرف الإمامة حقا = فهي سر الإنشاء والاحياء
أن يبايع أو أن يحارب هذا = كله في علم الإله سواء
فهو عبد مصرف باتجاه = ليس تستطيع فهمه الفقهاء
وهو سر الإله لولاه لم يخلق = وجود وساخت الأشياء
لم يؤثر فيه معاوية المختال = كلا ولم يفده الدهاء
لا ولا رهطه العتاة البغايا = لا ولا هامز ولا مشاء
اين هم قد مضوا وأين نواياهم = وأين الأوهام والخيلاء
لكن الحق ثابت ومقيم = لم تحرك اقدامه الغوغاء
ها هو المجتبى وهذا عطاه = يتفيا في ظله الشرفاء
دوحة اصلها المطهر طه = وعلي وفاطم الزهراء
كل حين تئوى القلوب اليه = ولزاما يطيب فيها اللقاء
لا تقل ان في البقيع قبور = اهملتها العصابة الحمقاء
وهي في واحة الظليمة قد صارت = ودارت من حولها الأرزاء
ان اهل البقيع انوار قدس = قد علاها فوق العلى علاء
فهي اعلى قداسة ورسوخا = فهي فوق الابواق والأضواء
لم يموتوا بل خلدوا في حياة = فبأذهاننا هم أحياء
أخلصوا لله العظيم فنال = درجات فهم بها سعداء
نحن نهوى ولائهم ونداوي = كل آلامنا فيأتي الشفاء
هم هداة لنا إذا الناس ضلوا = فيهم لا تؤثر الأهواء
آل طه طول الزمان حياة = وسواهم تحت الثرى أشلاء
أيها الغارقون في الوهم قوموا = لا يطبق عليكم الإغماء
قادة للعالمين آل علي = يوم حشر الورى هم الشفعاء
أمطروا الأرض بالعطايا فأضحت = خصبة يستجد فيها السخاء
لذة العيش أردفت فيهم ولاهم = والمعادي لهم عراه الشقاء
يا ملاذ الأنام ان جاء خطب = والمداوي إذا استشاط الداء
داهمتنا يا ابن الهداة الرزايا = وغزتنا عجاجة هوجاء
اصبح المسلمون يأبن رسول الله = شتى تغزوهم الأعداء
يستغيثون والعدو لدود = طامع لا يفيد فيه النداء
عانقوا الاختلاف واتبعوه = وهو داء يدب فيه الفناء
لم تغيرهم التجارب يوما = أو يردوا ما سنه الدخلاء
كلما ادخلوا بريقا جديدا = روجته أسواقنا البلهاء
سلبونا ناموسنا والمعاني = وننادي قد مسنا الضراء
أيها المسلمون ماذا دهاكم = فإلى ما تعروكم الشحناء
قد أفاقت كل الشعوب وأنتم = يوم قد اضناكم الانطواء
فإذا لم تغيروا الواقع المر = فأنتم عصابة جهلاء
فتداووا واستأصلوا كل وهم = ولزاما لكل داء دواء
وعلى المصطفى مع الإل صلوا = خير رهط والسادة الامناء