النص الفائز بمسابقة أبي تراب الشعرية المهرجان السادس لجائزة الشيخ الجمري للشعر العربي الفصيح 2013 م
في مملكة البحرين بمنطقة سار
الغيبُ الأخير
ليس لي أن أسُافر في غيبك المستفيض
ولكنني في هَواك الذي يستفيضُ مسافر
نحو صوتك تحمِلني رغبة الماء
تحملني رعشة الكبرياء
ويحملني وجعي والدفاتر
هناكَ وأنت تدسُّ مواجعك المستفيضة
تحت رمال الزمان
وتحفرُ بئر السؤال
تفجر ماء الحقيقة غيباً وغيباً
فتعشبُ أسئلة الكونِ فينا
وحين يراودنا الظمأ المستحيل
فتحت الربيعَ السؤال الذي لا يغادر
تعال افتح الآن قلبي
وفجّر رُؤاك على خافقي منهجاً وبصائر
دُلني عن معانيك
هذي اللغات الشريدة تأوي إليك
مهيضة حرفٍ كسيرة خاطر
وأنت الذي صِغت روح البلاغة
في جسد الكلم المستضيء
فلا نقطة تستفزّ هديرك
هذا الهدير الذي لم يزل بالحقيقة هادر
ينحدرُ السيل عنك
وليس ليرقى إلى شاهق الجرح فيك
جناحاً وطائر
أهذا الهوى هو غيبك ؟
أم ملكوتُ السماء على الأرض حلّ ربيعا شذيا
تفتّح في يابِسات الضمائر
غديركَ ليس المكان
غديركَ ليس الزمان
غديركَ موعدُنا والبشائر
هناك ونحنُ نلامس روحك ضوءاً
وفينا الحنين الذي قد تأجّل منا تشظى
فراتاً وحزناً وحباً وعشقاً وموتاً
وما يختفي في غيوب السرائر
نحبُ التراب
فإن التراب الذي كان يعلَق فوق ردائك
ما زال يعلقُ في الذاكرة
حملناهُ فوق الطريق المعبدة الشوك
سِرنا عليها وسرنا
ونعلمُ أنا حملنا اليقين
وما كان من قلق الموتِ في اللحظة العابرة
كأنا عبرنا فراديسنا لحظة الموت نحو جهاتك
كُنا وصلنا
كأنا وصلنا
وما قد وصلنا
ولكن رؤانا إليك تشد المسيرة
وأحلامنا لم تزل سائرة