لم أدرِ قبل اليوم أنك قاتلي = ودمي على كفيك صار خضيبا
ما كان ضرك لو نطقت مصرحاً = وحياةِ روحك ما ونيت حسيبا
لك رغم جرمك في فؤادي = مربعدأب الزمان بأن يراه خصيبا
حتى إذا جدب أصابك بت =أسكب أدمعي كيما أراك رطيبا
ليت الحياة تكون تترى ها هنا=حتى ترى مني الفداء دؤوبا
إن القلوب إذا تعشّقت الفتى =عَميت وإن كانت ترى المحجوبا
لا أبعد الله الوصال فإنني = دنف وأبدت مقلتايَ غروبا
الشوق كأَّبني وعقلي لا يعي = ما للزمان إذا بدوت كئيبا
عش يا فؤادي بلقعا في بلقعٍ = هذا جزاؤك إذ أردت حبيبا
كابدت فيك وأنت تشد مغرماً = " عجباً أميمُ لقد رأيت عجيبا"
حتام تعبث في تهيّج أدمعي= قسماً لأبعث في خطاك قلوبا
فالقلب يعرف ما يسر مثيله =والداء أحيانا يكون طبيبا
دع فعل صبية حيّنا والجأ إلى= حرم الذي يدع الغبي لبيبا
أيان َ يممت النواظر نحوه =ملأت صدوراً بالأكف ثقوبا
وبكل كيف بل وكل متى ً ترى =صوت الحسين شمائلا وجنوبا
يا قاصدا دار العلا في كربلا =احذر نحيبك قد تموت نحيبا
وإذا بلغت فعفّر الخد الذي= خدّته عين لا تريك نُضوبا
وإذا بلغت سهولها أو تلّها= قف وانعَ زينبَ حاسراً مشحوبا
واذكر هناك نداءها بسليبها=أنعم نداً ومنادياً وسليبا
تدعو فأوقفت المجرةُ سيرها= والنمل حتى ما استطاع دبيبا
وبكت وقرّت ثم انّت وانثنت =رزء الحسينِ يري الصبي مشيبا
وإذا بلغتَ من الفرات ضفافه= ادفن هناك الكف والمعصوبا
أوَ ما علمت َ بأن فاطمَ كلّما =نظرته شقّت باليدين جيوبا
شقّت فحرّ على السبايا مدمعي= لما شققن على الحسين قلوبا
ألفينه فوق القضيب مصعراً= فعجبته كيف استطاب قضيبا
وضياؤه قد قال للشمس اتكي= يا كوكبا جعل النهار دؤوبا
ومضرَّجا ً بدمائه نشر الفلا =حتى استنال المسك منه الطيبا
يا قاصدا أبلغه فيض تحية =من واله ٍ قسراً يسير خبيبا
جاشت به نفسٌ تكاد لوصلكم =أن تترك المفروض والمندوبا
ليس الثواب ولا المنال مرادُها =لكن هوى ً لا يعرف ُ المطلوبا
والحب مني لا لأنك سيدي =العقل قرر أن تكون حبيبا
والدمع مني لا لأنه واجب =بل قد وجدتك من لذاك نسيبا
يا علة الإيجاد يا كنه الحقي = قة يا فؤادا للبتول أذيبا
حتى ولو ما كنت شيعيَّ الهوى أفدي لنعلك والدا وربيبا
أفدي لشسعه ما ملكت مفاخرا ً= بل أفدي فيه قبائلا وشعوبا
يا قاصدا ولعل قلبك حائر = لم َ قد خلا وحي القريض تريبا
ذاك الذي من رجلُه نشبت على = كتف له الرحمن كان نشيبا
فاعلم فديتك أن مدح الضوء مد= حٌ في الذكاء وإن تراه مغيبا
والمرء ينوي في الصلاة بخفية =والمسك يذكو وإن أخب ّ لهيبا
تكفي الفتى الفطن النجيب إشارة= أو سمه ما شئت إلا نجيبا
فالمرتضى في الذكر كل حروفه =ولذا ترى سحر البيان مهيبا
ورياح مَدينَ ريح مصرَ وإن نأت= والماء صار بعنصرين عذوبا
إن الفؤاد على اللسان محكّم ٌ= حتى وإن كان اللسان خطيبا
والنصل لا يجدي سوى مع قائم= ظل الحسين بلا أخيه غريبا
لكن غدت هذي البرية كاللتي= نقضت لما غزلت هوى ً ولَغوبا
فالناس أبلغ وصفها همج رعا= عٌ ينعبون مع القطيع نعيبا
وغدا الذي لا يرتدي سرواله= مفتي الديار القائد المرغوبا
أوَ أعورٌ لكِع ٌ يقول مصرحاً =حرم النبي لَيُهدمن قريبا
وبلندحٌ لا يدري من هي أمه= يصف التقي منافقا ً معيوبا
جمعوا الذي هتك الخلافة والذي =هُتكت جوانبه ولا تثريبا
عينَ الحياة ولا عُدمتك ناصرا= ً للدين انهض وانسف المكذوبا
هذي أمية والسقيفة قد نمت = وتراث أمك لم يزل مغصوبا
في سر من رأى لا ترى ما سر بل= ترى للبقيع تأسّيا مغلوبا
وغدت شريعة جدك المختار مر= تع من يرى مالاً بها مكسوبا
يستأكلون الناس بغية رفعة= حتى إذا لزم القضا تكذيبا
رفعوا المضاف إليه جروا الحال لا= سهواً وصار المبتدا منصوبا
يا صاحب الأمر البدارَ فما لنا= عزٌّ فزِل من صدرك الترحيبا
ماثلت أيوبا بصبرك سيدي =بل عند صبرك لا أرى أيوبا
لو كنت ُ يوسف َ في غيابة جبه= فلأنت قلب المكتوي يعقوبا
يا يوسفَ الزهراء والخلف الذي= لشروقه عشت الزمان غروبا
طوبى لمن تحنو عليه بنظرة= طوبى إذا أدركت يومك طوبى
ما حدك المحدود هل حد يحْد= دُ الله أو من كان عنه رقيبا
لِمَ لم ْ تحرك ساكنا لما رقى شمر ٌ ولما قد رَقِين النيبا؟!