نجوى الصُدورِ بباب بيتي تَسْعَرُ= من معشرٍ في الدينِ لمَّا ينفروا
نَفروا وما صوبَ الجهادِ نفيرهم= لَكِنْ لبيتٍ بالتلاوةِ يَعطُرُ
كي يهتكوا سِتْرَ الالهِ وسرَّهُ= ويُلَبِّسوا الاسلامَ ما قد أظمروا
بفناءِ دارٍ جبرئيلُ نَزِيلُها= ولمعشرِ الأَملاكِ فيها مشعرُ
دارٌ من التطهيرِ شَعَّ جلالُها= والنورُ للأفلاكِ منها يُزهر
دارٌ بها باهى الجليلُ عبادهُ= فَغَدَتْ لِحُجَّاجِ الهدايةِ مصدرُ
دارٌ بها وحيُّ السماءِ منزلٌ= والذكرُ في أفعالنا يتمحورُ
فلما علينا سَجّرت طُغيانها= بهمُ الرجالِ ونارَ حقدٍ سجَّروا
من شعلةٍ نمرودُ شرَّع نهجها= ولذا لأبناءِ الخليلِ تقاطروا
مِن كُلِّ حَدبٍ يَنْسِلُونَ كأنما= أوصاهمُ المختارُ دمّي يهدروا
وجحافلٌ لأضالعي قصدت وما= رقَّ الفؤادُ لأضلعٍ تتكسرُ
هذا بنعل السيفِ يلكزني= وذا للوجهِ مني صفعهُ يتكررُ
فهوى جنيني للترابِ معفراً= لهفي لهُ فوق الترابِ مُعفَّرُ
أوهلْ دروا في أي صالح أَجرموا= وفصيلُ من جاؤوا لهُ كي ينحروا
أم غرَّهُمْ أنّ الوصيَّ مُقيدٌ= بوصيةٍ مثلَ الجنينِ مكوَّرُ
في لحظةٍ شحَّ النصيرُ ولم يكن= الا الخؤونُ بغيِّهِ يتفَاخرُ
ما خَطْبُهم أبناءُ قيلةَ لم تُرى= لله غَضْبَتَهُم ولمّا يزأروا
وهمُ بمعتركِ الكفاحِ فوارسُ= واغاثةِ الملهوفِ كفٌ ساهرُ
وأراهمُ للخفضِ مالَ حنينهم= وغدوا بسيماءِ المذلَّةِ يجهروا
فاليومَ مِن خَذلي سَيُهْضَمُ جمعهم= ويسومُ دينَ اللهِ فيهم جائرُ
حتى يؤذن واترٌ بظلامتي= وبصدرهِ الثاراتُ عصفٌ هادرُ
Testing
ورد في الكافي الشريف عن أحمد بن مهران - رحمه الله - رفعه وأحمد بن إدريس، عن محمد بن عبدالجبار الشيباني قال: حدثني القاسم بن محمد الرزاي قال: حدثنا علي بن محمد الهرمزاني(3)، عن أبي عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام قال: لما قبضت فاطمة عليها السلام دفنها أمير المؤمنين سرا وعفا على موضع قبرها، ثم قام فحول وجهه إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: السلام عليك يا رسول الله عني والسلام عليك عن ابنتك وزائرتك والبائتة في الثرى ببقعتك و المختار الله لها سرعة اللحاق بك، قل يا رسول الله عن صفيتك صبري وعفا عن سيدة نساء العالمين تجلدي، إلا أن لي في التأسي بسنتك في فرقتك موضع تعز، فلقد وسدتك في ملحودة قبرك وفاضت نفسك بين نحري وصدري، بلى وفي كتاب الله [لي] أنعم القبول، إنا لله وإنا إليه راجعون، قد استرجعت الوديعة واخذت الرهينة واخلست الزهراء، فما أقبح الخضراء والغبراء يا رسول الله، أما حزني فسرمد و أما ليلي فمسهد وهم لا يبرح من قلبي أو يختار الله لي دارك التي أنت فيها مقيم، كمد مقيح، وهم مهيج(1) سرعان ما فرق بيننا وإلى الله أشكو وستنبئك ابنتك بتظافر امتك على هضمها فأحفها السؤال واستخبرها الحال، فكم من غليل معتلج بصدرها لم تجد إلى بثه سبيلا، وستقول ويحكم الله وهو خير الحاكمين.
سلام مودع لا قالٍ ولا سئم، فإن أنصرف فلا عن ملالة، وإن اقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين، واه واها والصبر أيمن وأجمل، ولولا غلبة المستولين لجعلت المقام واللبث لزاما معكوفا ولاعولت إعوال الثكلى على جليل الرزية، فبعين الله تدفن ابنتك سرا وتهضم حقها وتمنع إرثها ولم يتباعد العهد ولم يخلق منك الذكر وإلى الله يا رسول الله المشتكى وفيك يا رسول الله أحسن العزاء صلى الله عليك وعليها السلام والرضوان.