الى زهرة الاستشهادين الكربلائين .. القاسم بن الحسن عليهما السلام
تَهادى مِن على المُهرِ= خَيَالٌ أحدبُ الظَهرِ
بزفراتٍ وأنَّاتٍ= كَمن يغلي من الصَهْرِ
وعِمَّةُ رأسهِ انسدلتْ= ذؤابتها على الصدرِ
كما الأعلامِ ان نُكِسَتْ= فَنَكسَتُها من الضَّرِ
أو الأزهارِ ان ذَبُلتْ= محاسنها من العَفْرِ
لتُنْبِئَ أن صاحبها= رَمَتْهُ غوائلُ الدهرِ
كأن نداءَ (واعمَّاهُ)= دَكَّ معاقلَ الصبرِ
وأن نداءَ (أدركني)= على أُذنيهِ كالجمرِ
فهيّجّ غبرةَ الهيجا= وأورى المُهرَ بالشررِ
يُسابِقُ زفرة خرجت= لوافِحُها من السَعْرِ
فأسبلَ في جَوانِحهِ= وأهوى هويةَ الصقرِ
وخرّ عليهِ يلثمهُ= ويمسحُ خدّهُ النضِرِ
ويرقبُ في وسامتهِ= وسامةَ رابعِ الطهرِ
ويَخْضِبُ من نجيعِ الدمّ= كَفَّاً بالغَ الصغرِ
ويروي مِنْ مَدَامِعِهِ= سواقي الشُرْبِ في الثغرِ
ويهتفُ في تماوجهِ= كصوتِ النفخِ في الحشرِ
بني يا زهرةَ الدنيا= ويا عِقْداً من الدرَِّ
يَعزُّ علي يا ولدي= تُصِيبُكَ لسعةَ القَدَرِ
وأن تبقى بمنعرجٍ= رهينَ البتر والطبرِ
بيومٍ قلَّ ناصرهُ= وفاضت زُمْرَةُ الغدرِ
فَغَالتْ مَنْبِعَ الأنفاسِ= في ودجيك بالسُمرِ
ولَمْ ترحمْ نواصِبها= فؤاداً لافَحَ الحرِّ
فلا انسكبت عُيونُ الغي= ثِ بالامطارِ والقطرِ
ولا هبّت بمجمعهم= نسائمُ بالهوا تجري
Testing
في ( الإرشاد ص 239 240 ) كتب الشيخ المفيد:
قال حميد بن مسلم: فبينا كذلك ( أي بعد شهادةِ مجموعةٍ مِن آل أبي طالب )، إذ خرج غلامٌ كأنّ وجهَه شِقّة قَمَر، في يده سيفٌ وعليه قميصٌ وإزار، ونَعلان قد انقطع شِسْعُ أحدهما. فقال لي عمر بن سعد بن نُفَيل الأزديّ: والله لأشُدّنَّ عليه. فقلت: سبحانَ الله! وما تُريد بذلك ؟! دَعْه يَكْفيكَهُ هؤلاء القومُ الذين ما يُبقُون على أحدٍ منهم. فقال: واللهِ لأشدّنَّ عليه. فشدّ عليه، فما ولّى حتّى ضربَ رأسَه بالسيف ففَلَقه، ووقع الغلام لوجهه فقال: يا عمّاه.
فجلى الحسين كما يجلى الصقر، ثمّ شدّ شدّةَ ليثٍ أُغضِب، فضرب عمرَ بن سعد بن نُفيلٍ بالسيف، فاتّقاها بالساعد فقطعها مِن لُدُن المَرْفِق، فصاح عمر صيحةً سمعها أهل العسكر، ثمّ تنحّى عنه الحسين. وحملت خيلُ الكوفة لتستنقذَ عمرَ بن سعد، فتوطّأتْه بأرجلها حتّى مات.
وانجَلَت الغُبرة.. فرأيتُ الحسينَ قائماً على رأس الغلام وهو يفحص برِجلَيه، والحسين يقول: بُعداً لقومٍ قتلوك، ومَن خَصمُهم يومَ القيامة فيك جَدُّك. ثمّ قال: عَزّ واللهِ على عمّك أن تَدْعُوَه فلا يُجيبُك، أو يُجيبك فلا ينفعك، صوتٌ واللهِ كَثُر واتِرُه، وقلّ ناصِرُه!