هجاء لحكام المنطقة من العرب وغيرهم وعلمائهم الساكتين وهم ينظرون إلينا كيف نُذبح في العراق بفتاواهم وتحت أنظارهم بلا أن ينبسوا ببنت شفة لوقف النزيف ما دامت مصالحهم سالمة .
وقد خرج الشرفاء وقليل ما هم منهم تخصصاً .
سدني / أستراليا / 2007- 04 - 12
الأمرُ أمركِ يا حمالةَ الحَطَبِ=في جيدكِ الحبلُ صار المجدَ للعَرَبِ
حُثي خُطاكِ إلى خيراتِ ما وهبتْ= تلك اليدانِ فقدْ أغنتْ أبا لهبْ
وحاولي أن ترُدّي عزّ أمتِنا= إلى الظلام فإنّ النورَ كالجَرَبِ
وأحرقي ثمّ ساوي كلَّ مُحترقٍ= معَ الترابِ فقدْ يأتي مِنَ التُرُبِ
وحاولي لو تَحِثيهِمْ لِكي يصلوا=إنْ ينصروا اللّاتَ والعُزّى إلى الإرَبِ
ولو تشا حربُهُمْ يوماً لِينزلقوا= على الثلوج ولو حَبواً على الرَّكَب
فهاهيَ اللات تدعوهم لكي يقفوا= مع السَّفيهِ أبي جهلٍ بِمُحْتَرَبِ
مناةُ ثالثةٌ أخرى كما هُبَلٌ=يعلو بأصواتهم في نشوة الغضب
وتلك هندٌ على أسيافهم رَقَصَتْ= رَقصَ المُجونِ تلوكُ الكبْدَ في طرب
أمَّ الخلافةِ قد صارتْ بِلوكَتِها=أكبادَ مَنْ طيبُهمْ يَذكو مع النَّسَبِ
عيشوا غيارى على الأنساب وانطلقوا=فوق السَّحاب بلا علمٍ ولا أدب
وأدُ البناتِ وشِرْبُ الخمْرِ إذْ سكنتْ= ذواتُ راياتِكُمْ في أعظم الرُّتَب
والنهب والسلْبُ لا تبدو ضراوتهُ=إذ كلُّكمْ عائشٌ مِن نهبة السَّلَب
أما تحسِون يا أولادَ حارتِنا= ونحن نُذبَح من بُعدٍ ومن قرُب
ورحتُ أنسبُكمْ مَن أنتمُ زمناً=فقلتُ مختصراً للأصل والحسب
أنتم نصارى .. فلا واللهِ إنّ بِهمْ= قوماً مطيعين رهباناً بلا رهب
وإنً منهمْ ترى دمعاً بأعينهم= يَفيضُ مِمَّا أتى في صَفْحَة الكُتُب
جاءوا لِنيلِ كُرومِ الخيرِ تَزْلِفُهُمْ= لله صدقاً وما جاءوا إلى العِنَب
أنتم يهود .. فلا واللهِ إذ بهمُ= مَن كان يُؤمَنُ بالقنطار من ذهب
يا أمة العُرْبِ في هذا الزمان ألا= فلتكشِفي السّرَّ مَن أنتِ بلا هربِ ؟
فالصابئون لهمْ أجرٌ إذا عَمِلوا=خيراً وأعمالُكِ الحُسنى صدى عُلَب
أو لا فذاك هباءاً صار منتثراً=مع الرياح وقد يعلو مع السحب
أمسلمونَ ؟.. فلا والله ما سَلِمَتْ=منكمْ بلادٌ بريش لا ولا زُغُب
والأمة الخير بالمعروف قد أمرتْ=وفيكمُ الشرّ معروفٌ بلا حُجُب
أنتم قرود.. وحاشا القرد إنَّ لهُ=رأساً و أنتمْ بلا رأسٍ ولا ذنب
فكلُّ ما وصلَ الآباءُ منقطع ٌ=حتى صِلاتُ زواجٍ أو عُرى نَسَب
أنتم كلاب وهذا الكلب ما سُمِعَتْ= منه الخيانة يوماً يا حيا الكَلَب
لا الكلبُ يرضى بكم لا القردُ لا أممٌ= من الخنازير لا نقارة الخشب
أنتم يرابيع.. حتى تلكمُ رفضتْ= أعمالَكمْ تلك من جدٍ ومن لعب
أنتم جميع ذنوب الأرض قد جُمِعَت ْ= في مجمعٍ ضمَّ كلَّ البؤس والنوَب
أنتم وقاحاتُ أهلِ العُهْر ما انتسبتْ= منكمْ ذواتٌ لِخالٍ لا ولا لأب
هذا العراق أبو الخيرات قد ذُبحَت=فيه النخيل وشطُّ الزَّرع والغرَب
وما حديث عراقي مفترىً أبداً=إذ ضجّ فيه ذووا الألباب للأرِبِ
قتلتمُ خير أهل الأرض في بلدٍ= حوى الحضارات من باقٍ و مغترب
سلوا بلادي عن الأسرار تنبئكم=ففي بلادي علوم العُجْم والعرب
حتى الزوايا سلوها إنها حملت= كل الخفايا خفايا العلم والأدب
سلوا المسلات ما شئتم وإن خفيتْ=سلوا البقيات من طينٍ ومن قصب
إذ ضجّ فيه شمال وهو مشتمل= على الجراح من الآهات لا الطرب
وقد أجاب جَنوبٌ بالصياح ولمْ= يَطرفْ لِمأساتنا جَنْبٌ ولم يَثِبِ
قتلتمُ الحُبَّ في بغدادَ فانخنقتْ= بدمعها نجفٌ من شِدَّة الخُطُب
وضجَّتِ البصرةُ الفيحا بأنًّتِها=وكربلا مع ما فيها مِنَ الكُرَبِ
تلك العمارة لا ماء ولا شجر=قد جفَّ ثديٌ وجفَّ الماء في القُرَب
ولم يكن ناصر منكم ولا أحد= للناصرية وا ذلاُ لكلِّ أبي
والقادسية عادت وهي نازعة= برود نصرٍ من الآهات والتعب
والنار تحرق سامرا وما هدأت= نيرانها وهيَ تغلو دونما لهب
هذي دهوك كما أربيل قد دُهِكَتْ=مثل المثنى بهذا الجمع من حَرَب
والكوت والموصل الحدبا وحلتنا= حمراء من دمنا يا أمة الخُطَبِ
حتَّى الرمادي لقد دستم مرارتها=من اللَّأمَةِ لا من فزْعَةِ النسب
أما تحسون في آلامنا ولقد= بتنا سكارى من الأوجاع لا الحَبَب
فيا ولاة أمور المسلمين كما=دنتم تدانون من صدق ومن كذب
ضاع الملايين يا حكام أمتنا= أما سمعتم أنينَ الذبح والعطب ؟
كلُّ الشياطين مما ضمّ عالمنا=ها قد أتت من قريبٍ أو من الجُنُب
إنَّ الشياطينَ تُرمى كلَّما استرَقتْ=سَمْعاً وذي تحصدُ الأرواحَ بالشُّهُبِ
لُمَّتْ لتُنزعنا أثوابَ عزتنا= وعينكم ثَمَّ لمْ تطرِف وتضطرب
بنو عمومتنا هم سيف محنتنا= واستسهلوا ذبحنا في زحمة الخطُب
بنو عمومتنا قد سخَّروا دمنا=لِنِفْطِهِمْ بدلاً في ليلة النوب
رمَوا بسهمهمُ في قلبنا هدفاً=قد أخطأوهُ فَرُدوا دون مكتسَب
ووجَّهوا ذلَّهُمْ نحوَ القباب عسى=أن نُستَذَلَّ ويعلو الذلُّ في القُبَب
إذا استُذِلَ عزيزُ القوم همْ علموا= مَعْ جهلِهمْ أيُّ ذلِّ صار لمْ يُعَبِ
والجار يا جارنا هلا وعيتَ بنا= أولا سكنتَ لما نحويه من عطب
بل زادهم نشوةً صوت الأنين بنا= فجاء عربانهم ليلا بلا أدب
يفجِّرون نفوساً كلها نتنً=بين الجِراح وبين الناس والكتب
وبعضُهمْ ذاق طيبَ الناس في بلدي=طيباً من القلب من شيخ لنا وصبي
فبعضهمْ دمُهُ مِن لحمِ نعجتنا= دماءُ أطفالهِ من طفلنا النُجُب
أيُجْتنى الطيبُ في أفواهكم عسلاً=وتجعلوهُ لنا سُمَّاً بمُنقلب ِ؟
بلا امتنانٍ .. ولكن ذُلُّ موقفكم=من ذي الأيادي وختْمُ القولِ من عَجَبِ