آية البذل
السيد حسين العبد العال
قَلْبِي عَلَى نَغَمِ الحُرُوفِ لَيَطْرَبُ = وَمِدَادُ شِعْرِيَ مِنْ فُؤادِي يَشْخَبُ
حَارَتْ دَوَاتِي كَيْفَ تُبْدِي شِعْرَها = وَبِأَيِّ أَوْزَانِ العَرَوضِ سَتَكْتُبُ
وَبِأَيِّ قَافِيَةٍ سَتَخْتِمُ بَيْتَهَا = وَبِأَيِّ أَوْصَافِ المَوَدَّةِ تُسْهِبُ
فَمَضَتْ عَلَى بَحْرِ الغَرَامِ بِلَهْفَةٍ = تَعْدُو لِقَافِيَةِ المَحَبَّةِ تَخْطِبُ
لَمْ تَقْرَعِ الأَبْوَابَ تَرْجُو رَدَّهَا = بَلْ كَانَ صَوْتُ النَبْضِ بَابًا يُضْرَبُ
حَمِلَتْ لَهَا مَهْرًا فُؤَادًا وَالِهًا= بِوَرِيدِهِ نَارُ الصَبَابَةِ تُلْهَبُ
تَرْمِي لَهَا ثَوْبَ الزَفَافِ قَصِيدَةً = وَمَشَاعِرًا مِنْهَا العَرُوسُ تُخَضِّبُ
يَا بَاءُ قُومِي نَحْوَ مَدْحِ مُعَظَّمٍ = وَ لِخَيْرِ آلٍ فِيْ البَرَيَّةِ يُنْسَبُ
صَاحَتْ وَمَنْ ذَاكَ المُعَظَّمُ أَفْصِحِي = حَارَ التَفَكُّرُ أَيَّ شَخْصٍ تَطْلِبُ
قَالَتْ أَبُو الأَيْتَامِ أَكْرَمُ مَنْ مَشَا = نَبْعُ السَخَا وَالجُودِ صَارَ يُلَّقَبُ
مَا رَدَّ مِسْكِينًا وَخَيَّبَ سَائِلاً = بَابٌ إِلى الفُقَرَاءِ لَيْسَ يُخَيِّبُ
وَبَنَتْ لُغَاتُ الكَوْنِ مَوْضِعَ وَصْفِهِ = هُوَ مُبْتَدًا فِيْ الجُودِ دَوْمًا يُعْرَبُ
هُوَ آيةٌ فِيْ البَذْلِ يَنْدُرُ مِثْلُهَا = فِيْ عَالمِ الإِمْكَانِ أَمْرٌ يَصْعُبُ
يَجْرِيْ النَّدَى فِيْ رَاحِهِ فَتَألَّقَتْ = شَمْسُ العَطَاءِ مُضِيئَةٌ لاَ تَغْرِبُ
جُودٌ بِجُودِ اللهِ وَصْلُ حِبَالِهِ = فَيْضٌ مِنْ الرَّحْمَنِ جَارِ يَسْكُبُ
سِبْطُ النَّبِيِّ المُجْتَبَى حَسَنُ الذِي = مَنْ فِيهِ أَمْثَالُ السَخَاءِ لَتُضْرَبُ
لَوْ أَنَّ جُودُ اللهِ جُسِّدَ مَاشِيًا = لَغَدَا الإِمَامَ المُجْتَبَى لا تَعْجَبُوا
لا تَكْتَرِثْ قَوْلَ الذَينَ تَحَامَلُوا = كَيْ يُسْقِطُوا مِنْهُ الإبَاءَ وَيَسْلُبوا
مَا أَنْجَبَ الكَرَّارُ إلاَّ أَسْبُعًا = فَاللَيْثُ مَنْ غَيْرُ اللٌّيوثِ سَيُنْجِبُ
وَالبِكْرُ أَوْلَى أَنْ يَكُونَ وَرِيثَهُ = عِرْقُ البُطُوَلِةِ نَبْضُهُ لاَ يَنْضِبُ
سَيْفٌ لِحَيْدَرَ حَيْثُ يُشْهَرُ قَاصِمٌ = وَسُيُوفُ حَيْدَرَ بِالوَغَى لاَ تَلْعَبُ
فَاسْأَلْ بِصِفِّينَ الأَسِنَّةَ مَنْ تُرَى = شَقَّ الصُفُوفَ أَثَارَ نَقْعًا يُرْعِبُ؟
و اسْأَلْ كُمَاةَ القَوْمِ يَوْمَ المُلْتَقَى = مَا لِلوُجُوهُ إِذَا تَبَسَّمَ تَقْطِبُ؟
صِفِينُ تَشْهَدُ وَ الخَوَارِجُ وَالجَمَلْ = وَالنَّهْرَوَانُ بِذِكْرِ اسْمِهِ تُرْهَبُ
يَبْقَى الهِزَبْرُ إذا الصَوَارِمُ أُشْهِرَتْ = وَيَفِرُّ مِنْ وَقْعِ الصَلِيلِ الأَرْنَبُ
بَطَلُ إِذَا مَا كَرَّ مَا بَالَى لِمَنْ = مَنْ ذِيْ رَبِيعَةُ بَلْ وَبَكْرُ وَتَغْلِبُ
يَكْفِي إِذَا مَا قَالَ حَيْدَرَةٌ أَبِيْ = لِتَرَى الجُيوشَ تَفِرُّ مِنْهُ وَتَهْرِبُ
وَرِثَ الشَجَاعَةَ مِنْ أَبِيهِ وَحُلْمَهُ = كَالطَّوْدِ يَرْسَخُ فِي الرِّيَاحِ وَ يَضْرِبُ
لا غَرْوَ فَالجَدُّ الحَلِيمُ مُحَمَّدٌ = وَعَلِيُّ ذُو الكَرَّاتِ وَالبَطَلُ الأَبُ
وَحْيٌ هَوَى مَا كَانَ ذَلِكَ آيَةً = بَلْ مُصْحَفًا مِنْهُ البَشَائِرُ تُكْتَبُ
قَدْ فَاقَ يَحْيَى فِي سُرُورِ وِلادَةٍ = بِوِلادَةٍ فِيَهَا العُقُولُ لَتُخْلَبُ
إِنْ كَانَ فِي يَحْيَى الصِيَامُ ثَلاثَةً = شَهْرُ الصِيَامِ إلىْ الزَّكِيِّ لَيُوجَبُ
مِنْ قَبْلِ إِسْحَاقَ المَلائِكُ بَشَّرَتْ = سِبْطُ المُؤيَّدِ يَا خَلِيلُ سَيُنْجَبُ
فَمُحَمَّدٌ فَاقَ الوُجُودَ تَرَقُّبًا = وَكَذَاكَ حَيْدَرُ للوِلاَدَةِ يَرْقَبُ
وَبِسَاعَةِ المِيلاَدِ قَدْ نُشِرَ السَّنَا = فَكَأَنَّمَا جَاءَ النِدَاءُ تَأَهَّبُوا
حَتَّى تَعَالَتْ بِالتَّشَهُّدِ صَرْخَةُ = اللهُ! مِنْ فَمِهِ الشَهَادَةُ أَعْذَبُ
لِلهِ شَمْسُ الطُّهْرِ تُنْجِبُ كَوْكَبًا = فَيُشِعُّ مِنْ حِجْرِ الطَّهَارَةِ كَوْكَبُ
وَلَدَتْهُ فَاطِمَةُ فَأْشَرَقَ بَيْتُهَا = وَ أُنِيْرَ بالوَلَدِ السَنَيِّ الغَيْهَبُ
وَتَضَوَّعَتْ رِيحُ الإِمَامَةِ طَيْبَةٌ = وَزَهَتْ بِرَائِحَةِ القَدَاسَةِ يَثْرِبُ
وَتَنَزَّلَ الرُوحُ الأَمِينُ لِأحْمَدٍ = بُشْرَاكَ قَدْ وُلِدَ الزَّكَيُّ الأَطْيَبُ