نبضات باسم محمد
السيد حسين العبد العال
ظَمًا فِي بَحْرِكَ الطَّامِي ارْتَمَيْنَا = وَرَشّفًا مِن شَوَاطِئِكَ ارْتَوَيْنا
نَخُوضُ بِمَوْجِكَ الحَانِي غِمَارًا = وَنُشْفًى مِنْ تَمَاوجِهِ علينا
أَتَيْنَا وَالقُلُوبُ إِليكَ خَفْقٌ =مِنَ الأَشْوَاقِ أَضلُعُهَا انْحَنَينَا
تُرَتِّلُ فِيْ صَلاةِ هَوَاكَ وِرْدًا = إِليْنَا يَا أَبَا الزَهْرا إِلينَا
لِتَسْقِي بِالجَوَى الوَقَادِ عِشْقًا = فِإنَّا مِنْ تَلَهُفِّنَا اسْتَقيْنَا
لَكَمْ عَانَقْتُ حُبَّكَ فِيْ شُعُورِي = وإنّي فِي عِنَاقِ الحُبِّ أهْنَا
فَلَم أَعْلم سِوَاكَ تُهِيجُ شِعْرِي = وَتَسْكُبُ فِيِهِ مِنْ مَعْنَاكَ فَنَّا
تُثِيرُ النَّبْضَ فِي قَلَمِي لِيَشْدُو = فَهَذَا النَبْضُ فِي نَجْوَاكَ يُفْنَى
وَأَرْوَعُ مَا حَكَى قَلَمي وَنَبْضِي = بِأَنِّي فِي هَوَى الهَادِي مُعَنَّى
أَسِيْرُ لَيْسَ تَأسِرُنِي قِيُودٌ = وَلَكِنَّ الهَوىَ قَدْ صَارَ سِجْنَا
فَيَا لِلهِ مِنْ سِجْنٍ عَظَيِمٍ =غَدَا السجَّانُ للمَسْجُونِ خِدْنَا
سَأَنْظِمُ فِي جِدَارِ السِجنِ بَثِّي = وَاصبَغُ مِنْ دِمَاءِ الحُبِّ لَوْنَا
عَليْكَ اللهُ وَ الأَمْلاَكُ صَلَّوا = صَلاةً تَخْلِبُ الأَلْبَابَ مَعْنَى
تَرَكْتُ جَنَاحَ أَشْوَاقِي يَرِفُّ = وَجِئْتُ لِمكَةَ العَلْيَاءَ أَهْفو
اُقَلِّبُ فِيْ دُجَى الظلْمَاءِ طَرْفِي = وَهَلْ يَغْفُو إِلىْ المُشْتَاقِ طَرْفُ
لِأَلْمَحَ فِي ظَلاَمِ اللَّيْلِ نُورًا = كَنَجْمٍ قَدْ هَوَى فَاللَّيْلُ كَشْفُ
أَرَاهُ مُسَرْبَلاً نُورًا وَ قُدْسًا = بِهِ نَبْعُ القَدَاسَةِ لاَ يَجِفُّ
أَيَا نَجْمًا هَوَى أَشْعَبْتَ قَلْبِي = أَنَجْمٌ أَنْتَ أَمْ مَلَكٌ وَلُطْفُ
أَتَيْتُكَ حَامِلاً قَلْبِي بِرَاحِي = يُلَعْثِمُ خَفْقَهُ المُشْتَاقَ لَهْفُ
يُغَنِّي نَبْضُهُ لَحْنَ الْتِيَاعِي = ليُسْمَعَ مِنْ وَرِيدِ هَوَاكَ عَزَفُ
يُتَرْجِمُ بِالوَجِيبِ مَدَى اشْتِيَاقِي = وَيُظْهِرُ مَا أَكِنُّ وَمَا اُشِفُّ
فَحُبُّكَ مُعْجِزٌ كُلَّ القَوَافِيْ = وَمَا تَحْوِي اللُّغَاتُ وَمَا تَصُفُّ
وَلَوْ أَنَّ البَيَانَ يَبُوحُ سِحْرًا = عَصِيٌ أَنْ يَنَالَ سَنَاكَ وَصْفُ
عَلىَ كَفْيكَ تَنْعَقِدُ الأَمَانِي = وَلَيْسَ كَكَفِكَ النَّوْرَاءِ كَفُّ
تَقِيٌ طَاهِرٌ سَمْحٌ كَرِيْمٌ = إِذَا مَلَكَ الجَزَاءَ تَرَاهُ يَعْفُو
لَهُ شمس تحيل الليل فجرا = عَلَىَ أَوْجِ الجِبَالِ الشُمِّ تَطْفُ
تراها أَشْرَقَتْ حَلَكَ الليَالِي = فَلا كَسْفٌ يُقَارِعُها وَخَسْفُ
تُرَاقِصُ بالسَّنَا كُلَّ المآقِي = وَفِي مَجْرَى القُلُوبِ سَنَاكَ يَصْفُو
فَحَسْبُكَ أَيْنَمَا ذَكَرُوْكَ فَاضَتْ = لَكَ الصَّلَوَاتُ فَالأَفْوَاهُ هَتْفُ
بَعِيْدًا حَيْثُمَا قَلْبِي تَعَنَّا = بِمَكّةَ صَوْتُ ذَاكَ الطِّفْلِ غَنَّى
عَلى رَاحٍ لآمِنَةٍ يُنَاغِيْ = فَصَارَ الكَوْنُ للمَوْلُودِ أُذْنَا
لَهُ صَوْتٌ إذَا دَوَّى خُشُوعًا = تَرَدَّدَ فِي فَمِ الأَفْلاكِ لَحْنَا
إِذَا ارْتَسَمَتْ مَبَاسِمُهُ وَطَلَّتْ = عَلَى تِلْكَ الشِفَاهِ الطُّهْرِ ذُبْنَا
عَجِيْبٌ أَمْرُهُ اَسَرَ البَرَايَا = وَاَسْكَرَ كُلَّ ذِي عَقْلٍ فَجُنَّا
إِليْهِ الكَعْبَةُ الغَرَّاءُ تَهْفُو = وَتَحْدُو بِالخُطَا رُكْنًا فَرُكْنَا
بِأَشْوَاطِ الغَرَامِ تَطُوفُ سَبْعًا = وَتَحْيَا فِيْهِ مَا بَقِيَتْ وَتَفْنَا
وَحَتَّى الأنْبِيَاءُ غَدَتْ تُنَادِيْ = تَصِيْحُ بِلَهْفَةٍ إِنْ كُنْتَ كُنَّا
بِمَرْسَى عَيْنِهِ الكَحْلاءِ نُوحٌ = يُنِيخُ الركْبَ أَشْرِعَةً وَسُفْنَا
وَنَارٌ للخَلِيلِ غَدَتْ سَلاَمًا = بِاسْمِ مُحَمَّدٍ بَرْدًا وَأمْنَا
بِأرْضِ طِوَى الكَلِيمِ تَراهُ يَرْنُو = لِيَسْمَعَ نَبْرَةَ الهَادِي فَيَهْنَا
وَعِيسَى أَيْنَمَا مُدَّتْ يَدَاهُ = فَذَاكَ مُحَمَّدٌ قَدْ مَدَّ يُمْنَى
فَلاَ عَجَبًا لَهُ الأَمْلاكُ خَرَّوا = مُحَمَّدُ قَدْ غَدَا للكَوْنِ كَوْنَا
فَهَذَا الكَوْنُ قَاطِبَةً وَكُلاً = عَليْهِ اليَومَ قَدْ صَلىَّ وَاثْنَا