شعراء أهل البيت عليهم السلام - بشائر الحسين

عــــدد الأبـيـات
50
عدد المشاهدات
2035
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
20/08/2011
وقـــت الإضــافــة
6:11 مساءً

بشائر الحسين(1) كاظم مكّي حسن ضَاءت بيومك أيّامٌ وأزمانُ=واستبشرت بك أرواحٌ وأبدانُ وأشرقت بسناك الأرض وازدهرت=فيها مرابعُ لا تحصى ووديانُ في كلِّ ناحية منها ومنعطفٍ=ورد وآس ونسرين وريحانُ عمَّ الجمال رُباها فهي مائسةٌ=نشوى عليها من الأنوار ألوانُ تفوح بالأرج الزاكي معطَّرة=فملؤها نغم عذب وألحانُ كأنَّما جئتها خصباً تفيض به=فكلُّ أوجهها روض وبستانُ تسري بشائرك الكبرى مبهّجها=ونستنير بها هدياً ونزدانُ أضفت عليها نعيماً لا زوال له=وليس ينتابه حدٌّ ونقصانُ من معدنِ الخير قد صيغت وما برحت=فيها يوطَّد للخيرات بنيانُ زهت بطلعتك الدنيا وكم حفلت=بنور وجهك أرجاء وأكوانُ حيّت بمولدك العلياءُ سيِّدَها=ومَن عروش له ذلت وتيجانُ ورحَّبت بك دنيا المكرمات فما=لها سواك على البأساء معوانُ أتيت كالغيث يسقي القفر مندفقاً=فينبت الزهر فيه وهو ريّانُ وجئت كالنور يمحو كلَّ حالكة=فأشرقت بك ألبابٌ وأذهانُ وعشت ينبوع فضل للورى وحمىً=إليه تلجأ أحرار وعُبدانُ يا مفخر الدين والدنيا وعزَّهما=لأنت وحدك تشريع وفرقانُ وأنت طغرا على هام العُلا سطعت=وأنت في صفحات المجد عنوانُ ما لحت إلاّ ولاحت كلُّ مكرمةٍ=فأنت في مقلة العلياء إنسانُ يا مالئ الكون أفراحاً بمقدمه=وشاغل الناس منه الدهر إيمانُ هنّى بك الدين اُمّاً انجبتك له=ومَن سواك لهذا الدين صَوّانُ فالعدل مبتسم والمجد مبتهجٌ=والحقُّ منتصر والفضل جذلانُ والظلم مندحر والفسق منخذلٌ=والمكر في ذلَّة والغدر خزيانُ فقد أطلَّ على الدنيا فنوَّرها=وجه بنور الهدى والرشد مزدانُ وجه الحسين ومذ لاحت بشائره=تدفَّق الخير يهمي وهو هتّانُ عزَّت بمولدك الأحرار قاطبة=والظالمون وأهل البغي قد هانوا واستبشر الحقُّ مزهوّاً بناصره=ومَن به رسخت للحقِّ أركانُ أتيت تدفع عنه العابثين به=المفسدين بما شادوا وما دانوا القاسطين سواء في ضلالتهم=شيب قد اختبروا الدنيا وشبّانُ من كلِّ مَن ملك الشيطانُ مهجته=فعاش وهو شقيُّ النفس شيطانُ من كلِّ ذي سفه بالفسق مشتهر=يقضي الحياة خليعاً وهو سكرانُ عصابةٌ مُلئت خزياً ومنقصةً=وما لها غير إفساد الورى شانُ شعارها أن تذيق العالمين أذىً=وخيرُ فعالها زورٌ وبهتانُ تيهي (اُميَّة) واختالي مفاخرةً=فمن سراتك للشيطان أعوانُ هيهات يصلح قوم ساد بينهمُ=يزيدُ يفعل ما يهوى ومروانُ فذا إلى الخمر والفحشاء منصرفٌ=وذا بظلم بني الزهراء ولهانُ ذئب على الأرض من لؤمٍ بعنصره=ومن خبائثه صِلُّ وثعبانُ لا يفلح الناس فوضى لا رشادَ لهم=وذو الرئاسة فيهم همه الحانُ والحاكمون إذا كانوا ذوي عمه=فشأن أتباعهم ذلٌّ وخسرانُ والحكم إن لم يكن عدلاً ومنفعةً=فإنه لنفوس الناس أدرانُ فلا تدوم مع الإرهاق مملكةٌ=ولا يقوم على الإذلال سلطانُ لمّا رأيت ربوع المسلمين غدت=فوضى وليس لها راع وريّانُ سوى شراذم ما نال الأنامَ بها=إلاّ همومٌ وآلامٌ وأحزانُ تثار من أجل أطماعٍ هنا وهنا=مجازر تُهلك الدنيا ونيرانُ فثرت ثورة جبّار فراعهمُ=من أشجع الناس إقدام وإيمانُ تذبُّ عن حرمات الدين في شممٍ=ما إن حواه ولا يحويه إنسانُ أقمت في كربلاء المعجزات بما=لم يستطع فعله إنسٌ ولا جانُ أكرم بيومك يوم الطفِّ منزلةً=لها على الدهر مهما طال رجحانُ يوم به رنَّ صوت الحقِّ منطلقاً=وأدرك الشرَّ إذلال وخذلانُ كانت حياتك نوراً يستضاء به=ولم تزل وهي أفضال وإحسانُ ظلَّت مخلَّدة تُهدى إلى اُممٍ=إلى العلا وتنال المجد أوطانُ * * * * كاظم مكّي حسن
Testing