غمر الكون
علي احمد مكي الكرزكاني
غمر الكون كله بالفخار=يوم ميلاد احمد المختار
النبي الكريم زين المعاني=افضل الناس صفوة الجبار
رائد المكرمات من خصه=الله بفيض العطاء والايثار
وهو محي الحياة من دون شك=عندما همشت بدون اعتبار
منحة الله للورى كي ينج=يها من الانقراض والاندحار
جاء والناس في الجهالة عاشوا=فهم مثل تائه في البراري
يحكم الظلم فيهم دون ردع=حيث صاروا قلامة الاظفار
والقوانين عندهم فلتات=لفقت بالعناد والاصرار
فحباهم الههم بنبي=هاشمي من سادة اطهار
فهداهم من الضلالة حتى=امنوا من مخاطر الاعصار
واهتدوا بالدين الحنيف تباعاً=حيث شاع السلام في الامصار
ذاك فضل الله العظيم عليهم=ونعيم يبدوا كضوء النهار
يانبي السلام يا من اتانا=بالهدى والعطاء والانوار
انت غيرت واقعاً همجياً=بعظيم الاخلاق والايثار
فاتحاً قلبك الرحيم تداوي=انفساً لا تلين كالأحجار
عودتها الاعراب وأداً وظلماً=ومجوناً يحاك بالاحتقار
فأزلت الادران عنها بعزم=ثاقب في سكينة ووقار
يا ابا البضعة البتول ويا من=نحن من دون شخصه كالبخار
نحن نشكو ما جاءنا بعد ان=غبت من المارقين والفجار
فالوصايا التي حثثت عليها=قابلوها بالرفض والانكار
حاربوا حيدر الذي جاء عنه=نص يوم الغدير بالإقرار
ما ارادوا غير الركون الى=الطغيان والسير في طريق البوار
فأعيدوا الى الجهالة ردحاً=ثانياً تحت مدية الجزار
فأتتهم غمائم كالحات=وضعتهم في شفرة المنشار
وغدى الحكم غير ما انزل الله=وعاشوا في القهر والاجبار
دولة الحق جزئت واستبيحت=تتغذى بها وحوش البراري
ثم جاءت امية وبنوا =العباس والمرجفون والتتار
وتهاووا بالذل شيئا فشيئا=كأفول النهار بالاحمرار
والى الان والعروبة والاسلام=في واقع من الانكسار
ما ارادوا سفينة الآل حتى=غرقوا في التشتيت والاوزار
واتى الغرب يستبيح قرانا=بالعشي البهيم والابكار
ها هو القدس منذ خمسين عاما=تحت ايدي عصابة اشرار
وهو يدعوا بالمسلمين اغيثوني=وما من مبادر او مداري
بل فلسطين كلها قد ابيحت=والعراق الجريح رمز الفخار
دخلوا فيه واستباحوه جهراً=دون خوف او موقف اضطراري
وبلبنان والخليج شهيق=وزفير مؤجج بالنار
بل بلاد الاسلام والعرب اضحت=عرضة للدمار يا للعار
وقميص الارهاب قد البسوه=كل حر ومسلم وحضاري
والوا الامر في القصور سكوت=تحت شم النسيم والاوكار
في جنون الخمور يسترقون السمع=هيا الى افتضاض الجواري
لا يردون للعدو جواباً=همجيون ما لهم من قرار
طاردتهم امريكا بدون مبالاة=فصاروا ما بين وقع الحصار
غرقوا في من ابع النفط حتى=سلموه للغرب بالأصفار
لو حموه من بغيهم لاستفادوا=ونجوا من مضائق الافتقار
لكن النفط في خزائن امريكا=واذنابها رؤوس العار
غصبوه منهم ولم يبق الا=ما يغذي فضائح الاسحار
ايها العابثون بالناس ناموا=سوف تكوى جنوبكم بالنار
هاهو الزحف في العراق تجلى=والتعامي عن الدم الفوار
لم يردوا عن منكر فعلوه=غير تأييد فعلة الانتحار
طائفيون عنصريون فيهم=كل منبوذة من الاقذار
هم اتوا بالأعداء فيه وهم=قد ساعدوه جهراً بضوء نهار
جبناء امام كل دخيل=وامام الشعوب اسد ضواري
ما سمعنا بأنهم دافعوا عن=بيضة الدين بالحداد
بل سمعنا فضائحاً فاضحات=كيف يستأنسون تحت الجواري
هم مع الغانيات والراح تاهوا=في جنون الهوى بدون افتكار
اخرونا الى الوراء زماناً=فأختفى صيتنا عن الانظار
ودماء المستضعفين اريقت=وهم كالجرذان في الاجحار
كل هذا من السقيفة آت=فهم السوء والدمار الجاري
لكن الدين جددته دماء=الاريحيين من بني الكرار
حين جاء الحسين من كربلاء=بالميامين من بني المختار
واعاد الحياة للناس بدءا=ودعاهم تسابقوا للبدار
ها هو العز فأكرعوا منه وامشوا=ايها الناس ان هذا شعاري
ان هذا نهج الحسين جديد=لابساً في الخلود ثوب الوقار
عاشقوا الموت آنسوه وذابوا=في هواه برغبة وانتصار
ورأوا في الحسين قسطاً وعدلاً=ومحيطا يعج بالأحرار
فالابا والصمود منه دروس=تنشد العز مدة الاعمار
صرخات فيها المآتم تشدوا=وهي سلوان فترة الانتظار
وبهذي البلاد قد قام صرح=للحسين ابن السادة الاطهار
انفقوا في بنائه من جديد=فهو يبدوا كالكوكب السيار
فجزى الله من تفانى واعطى=يوم عرض الاعمال والانتشار
وجزى الله كل فاعل خير=ومحى عنه ربعة الاوزار
واوال بلادنا ليس ننساها=ففيها فوج من الانصار
هم يوالون احمداً وبنيه=سادة الخلق صفوة الجبار
فهم مثل غيرهم قد اهينوا=بأليم التجريح والاحتقار
حيث كانوا لحيدر وبنيه=شيعة اثبتوا بكل اعتبار
طالبوا بالحقوق منذ عقود=رغم كل التعقيد والانكار
والى الان ما تغير شيء=غير ذر الرماد والانتظار
اصبح الاجنبي صاحب حق=وله ان يصيغ صنع القرار
وله من حقوقنا كل شيء=وحقوق البناء والاعمار
ولهذا نعيش وضعاً مريراً=لا يداويه برلمان تجاري
اينه الصدق يا احبة فيه=كل شيء به من الحق عار
كونوا وحدة وكونوا رجالاً=واطلبوا للحقوق بالإصرار
وارجعوا للفقيه فهو امان=لكم من تزاحم التيار
واعلموا انكم اذا ما سمعتم=واطعتم للقادة الاخيار
سوف يقوى شموخكم واباكم=وترون التوفيق بالأبصار
وتحسون انكم مثل طود=قد اطحتم بالمارد الجبار
وعلى المصطفى مع الآل صلوا=فهم المعنيون بالأذكار