تسبيحة الحسن
أسمهان آل تراب
وحياً من الملكوت جئت منزلا=لتفكّ سرَّ المكرمات وتكشف ُ
وتلاك طه نغمةً عرشيةً=لعناق معناها القلوب تَلهّفُ
لولاك ما كشف النقاب لطالب ٍ=حُسْنا ًولا معنى الجمال يعرَّف
لطفٌ حنانك غامرٌ أرواحَنا=يروي بها بذرَ الكمال ويترفُ
وتزيلُ ليل قلوبنا في منطق=يحيا به الصبح الجميل ويشرف
وكأن ( كنْ ) في راحتيك إذا تشا=فإليك تنقاد القلوب وتصرف
اعشقْ أصولَ المكرمات تصل بها=عرش الإله فأين يرقى ( آصفُ)
لترى جمال الله حيّاً نابضاً=وتذوق من كأس الوصال وترشفُ
إني عشقتُ المجتبى فتنفسَتْ=روحي صباحاً آخرا ًلا تعرفُ
أذياله أغصان طوبى خلتهُا=فبها مهاوي الموبقاتِ أجانفُ
والكوثرُ الرقراق سال بكفه=لأعبَّ من معناه ما لا يوصفُ
حُسْن الكريم سرى بأعماقي هدىً=مسّ الفؤاد بلطفه ِفتجوهرا
وزكوتُ إذ مرّ الزكي بخاطري=طيبا ًمن الفردوس يعبق عنبرا
خِضْرُ القلوب سقى فؤادي عشقه=فأحال ذابلهُ نديّا أخضرا
وأذاقني تفاحهُ العرشيّ فان=ساب الجمالُ على لساني أنهرا
وتلوتُه فأفاض قدساً منطقي=وعلى فمي صلّى الملاك وكبّرا
مولاي روحي من نداك نديّةٌ=لكن حولي مجدب هلاّ ترى ؟
آمالنا صفْر فأنعش بؤسها=ديْما سماويا ًهطولاً ماطرا
مرّر أكفّكَ كي تخضّر سنبلاً=أحنته آفات الزمان تصبُّرا
خضرٌ لموسى قد أزال حجابه=فأراه من لطف السما ما لا يُرى
تسليمنا لك مطلق/ فاعبر بنا=سبل السلام كفى بحبك معبرا
واعزف ضياع سفيننا ياخضرنا=في لُجّة الأمواج لحناً آخرا
أرنا بواطن رحمة ٍفي ظاهرٍ=وجهُ العذابِ به أطلّ مُزمجرا
أرخ ِالحنان على شراع سفيننا=ليحطّ في مرسى أمانِك ظافرا