في رثاء البضعة الزهراء (12) الشيخ حسن القيسي البحراني
قال رحمه الله يرثي السيدة فاطمة الزهراء (ع):
عرّج بتربة فاطم الزهراءِ=واندب ونادِ بحرقة وبكاءِ
وقل السلام عليكِ يا من أصبحت=أرزاؤها من أعظم الأرزاء
يا من عليها الحزن صُبَّ كأنه=سحب السماء وقد همى بالماء
ما زرت قبركِ طالباً لِمثوبةٍ=إلا اندفعت بحرقتي وبكائي
وتفجَّرت عيناي دمعاً هامياً=كالسيلِ إذ يجري على البطحاءِ
وتسعّرت نار الجوى بحشاشتي=وأنوح كالقمريّ والورقاء
أبكي عليكِ كئيبة مستوحش=بعد النبي عليك كلُّ ثواء
ومن الشجاء تخاطبين دياره=والقلب منك ينوء بالأرزاء
تدعينها : يا دار أين محمد =فمحمد عنيّ وعنكِ نائي
يا دار كنت مضيئةً بضيائه=واليوم قد غُشّيتِ بالظلماءِ
لا ترتجي يا دار عودة عائد=منه ولا ترديد أي نداء
مات النبي فأعولي يا دارنا=ما فيك إلَّا وحشة الأصداء
اليوم مات أبي و من عَمَّ الورى=بالفضل و الإحسان و النعماء
مات الذي نسقي الغمام بوجهه=و نعمّ بالأنداء و الأنواء
تالله يا أُمَّ الحسين مصابُكم=رزء تقاصر جملة الأرزاء
عنه فليس هناك رزء مثله=أبدًا لدى الأرزاء و اللأواء
أبكيك مغشيًّا عليك كسيرة ال=ضلعين ملقاةً على الغبراء
دخلوا عليك الدار جهرًا عنوة=قسرًا و أنت بها بغير رداء
أبكيك و المسمار أمسى نافذًا=في الصدر و هو مضرج بدماء
أبكيك خلف المرتضى تدعينهم=و القلب غصّ بلوعةٍ وشجاء:
خلوا ابن عمي مالكم يا عصبة=روعتمو بفعالكم أبنائي
رجعوا إليكِ بالسياط وألموا=منك المتون بقسوةٍ وعناءِ
لطموا عيونكِ يا لها من لطمةٍ=قد أورثتها حمرةً بعماءِ
يا بنت أحمد ما ذكرت مصابكم=إلا غصتت بلوعةٍ وبكاءِ
صلى عليكِ اللهُ ما قمر بدا=وبنوره أجلى دجى الظلماءِ