في مدح الامام علي بن ابي طالب -عليه السلام-
أحمد بن رشيد مندو الفوعي
بقول الحق لا أخشى ملاما = وليس لكاذب عندي احترام
أرىمدح الوصي علي فرضا = ومادح نفس أحمد لايلام
فان الله قد أثنى عليه = ونزل في الكتاب له السلام
سأمدحه بجهدي في حياتي = وفي قبري ستمدحه العظام
و من اولى بكل المدح منه = وما نالت مناقبه الانام
وكان له من الباري تعالى = مقام لا يعادله مقام
له النسب الذي لأخيه طه = له الآباء كلهم كرام
ولم يقبل بكل الكون الا = ولادته به البيت الحرام
ولم يسجد الى الاوثان يوما = ولم تقربه في الدنيا الآثام
ولبى دعوة الاسلام طفلا = ولم يسبقة شيخ او غلام
اخوه جعفر الطيار حقا = وحمزة عمه الليث الهمام
ووالده الذي آوى وحامى = وعن طه به رد الطغام
وفاطم امه من قد تعالى = بتربية الرسول لها اهتمام
وبضعة سيد الكونين عرس = له ولها هو الكفؤ التمام
وسبطا احمد ولداه منها = وعترته الغطارفة الشهام
ومن رب الورى أوتي حساما = لأعداه به الموت الزؤام
هو النبأ العظيم و فلك نوح = وحبل الله فيه الاعتصام
وباب علوم احمد في البرايا = وأقضى الخلق ان لج الخصام
ولولا المرتضى ما قام دين = ولا الأوثان كان لها انعدام
ولولا علمه في كل عصر = لضاع الدين واختل النظام
هو المردي طواغيت البرايا = ومنه يرجف الجيش اللهام
وزير المصطفى طول الليالي = وليس له عن الهادي انهزام
وهل في الكون كان سوى علي = فتى الفتيان ان سل الحسام
هو الكرار في هيجا المنايا = اذ الشجعان احجمها الصدام
هو الصوام والقوام ليلا = اذا ما الناس كلهم نيام
وبكاء اذا صلى وناجى = وضحاك اذا اشتد الزحام
يصلي بين معترك السرايا = ونيران السهام لها اضطرام
بقلب لا يهاب من المواضي = ولا يخشى اذا نزل الحمام
وضربته لعمرو ابن ود = تعادل كل ما عمل الأنام
وكل مناقب الكرار كانت = لها مثلا بها يجلي القتام
هو المحسود من كل النواحي = ومن حسدوه طرا لا يلاموا
فآدم لم ينل ما نال كلا = ولا موسى ولا نوح وسام
ولا طالوت أوتي بعض فضل = له ومن العلاء هوالسنام
ولم يظفر بشيء من علاه = أعاديه الأولى قعدوا وقاموا
فان مناقب الكرام طرا = على اعداءه ابدا حرام
علي الجوهر المكنون دوما = ومن ناووه كلهم رغام
هو المولى الذي كأخيه طه = اياديه على الدنيا جسام
من الظلمات كان به خروج = الى النور الذي فيه السلام
امامته من الباري أتته = وفيها كان للدين انتظام
براه مطهرا من كل رجس = وللاسلام تم له المرام
وقلده الامامة بعد طه = وفي تأميره حسن الختام
وكان هو الولي على البرايا = وان رغمت اعاديه اللئام
ورب العرش أعلم حيث يلقي = رسالته وفي يده الزمام
وليس لخقله فيها مجال = ولو بذلوا جهودهم وراموا
وليس ينال عهد الله خلقا = ذوي ظلم ولو بعد استقاموا
فكل الفضل جمع في علي = وفي أنواره كشف الظلام
امام زاهد في الدهر لكن = بحب العدل صب مستهام
وفي الدنيا وفي الاخرى امام = له حكم المؤيد والدوام
أمير المؤمنين أبو تراب = وليس لغيره هذا الوسام
ستحشر في لظى أعداه طرا = ولو صلوا لربهم وصاموا
وفاز وليه دنيا واخرى = ومن والى الوصي فلا يضام
ومن مثل الوصي بكل فضل = اذا للصدق لم يخفر ذمام
نمته في العلا صيد ليوث = افاضل سادة غر عظام
وما آخى الرسول اخا سواه = ومن بعد الرسول هو الامام
اذا ما ذكره يوما تبدى = تجلى الحق وانقطع الكلام