غبتَ يا عِشقَ اليتامَى وحبيبَ الشهداءْ
فبكاكَ الملأ ُ الأعلى وسكان السماءْ
رايةٌ سوداءَ رفَّتْ في قلوب الأولياءْ
أنتَ ربُّ الألمِ القدسيِّ شمسُ الضعفاءْ
أنتَ حطمتَ دياجي الليلِ فجّرت الضياءْ
وصرعتَ الكفرَ والشركَ وأهلَ الكبرياءْ
أنتَ رُوحٌ ورياحٌ وفداءٌ وإباءْ
حينما تصرخُ لا نسمعُ في الدُنيا حسيسا
حينما أشرقتَ نوراً أصبح الكفرُ بئيسا
أنتَ يا طوفانَ نوحٍ تُغرِقُ الشاه الخسيسَا
صابراً كصبرِ أيوبَ وتعطينا الدُرُوسَا
مِحَنٌ صُبَّتْ عليكَ كانت الليلَ العبوسَا
شهداءٌ قُدِّموا للدينِ قد كانوا شموسَا
وتجرعتَ من البلوى كؤوساً وكؤوسا
فرأيناكَ حسينيَ الخطى فذاً نفيسَا
حيدريٌّ علويٌّ زاهدٌ في زهد عيسى
قل لفرعونَ تنحى جاءَ (روح الله) موسى
سيدي تنصَّبُ في حزنٍ عليكَ الأدمعُ
وبكى عليكَ طه والبطينُ الأنزعُ
و بكتْ فاطِمَةٌ في قبرها والأضلعُ
وحسينٌ رأسُهُ فوقَ السنان ِ يُرْفَعُ
ومصابٌ للخميني والحسينِ يُجمعُ
فلنُعزِّ ذا بهذا بلهيبٍ يُولعُ
وسهامُ الحزنِ مِن قلبي لا تستنزعُ
وولائي لكَ يا مولايَ لا ينقلِعُ
تُيِّمَ القلبُ على حبك فهو المتْرَعُ
صاحبَ العصر نعزيك فأنت المفزعُ
سيدي حادثةٌ عظمى مصابٌ مفجِعُ
أيُّها النور الذي يسطعُ من جبهتهِ
أيُّها القلبُ الذي قد فاضَ من رحمتهِ
أيُّها الدمعُ الذي يهطلُ من مِقلتهِ
أين مَنْ زلزلَ كلَّ الأرض من هيبتهِ ؟
أينَ مَنْ قد أُرعبَ الأعداءُ من سُبحتهِ ؟
شيَّب الكفرَ المعادي وهو في شيبتهِ
ها هو العالم يهفو لرُبى جنتهِ
آيةُ اللَّهِ الذي أبدعَ في آيتهِ
وهو من ترتجفُ الشاهاتُ من عمَّتهِ
غادر الدنيا حزيناً وهو في غُصتهِ