الجنّة تحت قدميك (حوار بين أم وابنتها) السيّد هاشم الموسوي
أنشودة حوارية
البنت:
يا مَنْ شعاعُ حُبِّها= من رحمة ِ الرحمنِ
ونهرُ فضلها على = قلبيَ في جرَيانِ
وفي ظلام ِ رحْمِها= قنديلُها النوراني
يضيءُ لي في عالم ٍ= يخلو من الألوانِ
دقَّة ُ قلبِها على ال= جنين ِ فيضُ حنانِ
أماهُ يا مَنْ بطنُها= قصريْ وكلّ ُ جِناني
قد كُنتُ فيهِ نطفة ً= بذُلَّتي وهواني
ولم أكن ْ ضائعة ً= فبطنُها آواني
الأم:
قد كنت ِ ضيفتي التي = تسكنُ في أحشائي
وروحُ روحيْ يا ابنتي= وبسمتي وهنائي
صالحة ً كوني لكي أرفعَ راسي=لا خيرَ فيمنْ كانَ للإحسان ِ ناسي
فكمْ وكمْ كنتُ لعينيكِ أقاسي=وكم سهرتُ ... بل وحاربتُ نعاسي
البنت:
كانَ غذائي دَمَهَا= في العرقِ و الشريانِ
تسعة ُ أشهر ٍ أنا= في بطن ِ أم ٍ حاني
ثم تعاني ألم ال= مخاض ِ كيفَ تعاني
يا مَن سقتني حبَّها= في عالم ِ الرضعانِ
كما سقتني روحَها= بعشقها الروحاني
مَنْ سعدتْ بصحبتي= بالهز ِّ في الأحضانِ
أنفاسُهَا تنعشني= تعيشُ في وجداني
وإن سهرتُ تنحني= بطرفها السهرانِ
الأم:
يا فلذة ً من كبدي= يا أجملَ الأحلام
يا وردة ً في مهجتي= عشقي وكلّ ُ هيامي
إنْ غابتِ الشمسُ فإنَّك الشروق ُ=أو غبتِ فالفؤادُ بالحزن ِ يضيق ُ
يا خيرَ مَنْ أعطانيَ الربّ ُ الشفيق ُ=يا مَنْ على أنفاس ِ حبِّي تستفيق
البنت:
تشقى لكي أعيشَ في = خير ٍ وفي اطمئنانِ
إن فارقتني قلبُها= يُصهرُ في ذوبانِ
وإن رجعتُ ترجعُ ال= روحُ إلى الجثمانِ
سبحان َ من جلَّلها= بفيضهِ السبحاني
إخفضْ جناحَ ذلَّة ٍ= للوردِ والريحانِ
ولا تقلْ أفٍّ ولا= تنهرْهما بلسانِ
وقلْ إلهي ارحمهما= فكم هما رَحِماني
وكيف لا أرعاهما= والله قد أوصاني
الأم:
أوصاكِ بي فلتنحني= عليَّ ولتُقبلي
يديَّ والرأس َ فعنْ= قلبي الهمومُ تنجلي
أنت ِ يدي اليُمنى وفي الشِدَّات ِ عوني=أغرقُ في الفرحة ِ لو تراك ِ عيني
فأنت ِ روحيَ التي تخرجُ مني=أنت حياتي إن أتتْ ساعة ُ دفني
البنت:
الوالِدان ِ جنتي= ومعبرُ الرضوانِ
قد قلَّ بري بهما= مهما علا إحساني
إن كبرا أقولُ يا= نفسُ لقد رَعيَاني
فلا تكفِّي عنهما= شكري ولا عرفاني
هل تضعي جهدَهما= في سلَّة ِ النسيان ِ؟
هذا جحودٌ بائس ٌ= في دربهِ الشيطاني
إن العقوقَ قطعة ٌ= من قطعِ النيرانِ
وإنَّ من يعقّ ُ لا= يشمُ ريحَ جنانِ
الأم:
عهدتُكِ حنونة ً= عليَّ يا بُنيَّتي
وبرة ً رحيمة ً= عليَّ وقتَ الشدةِ
كوني على مرِّ الليالي مستقيمه=جزاك ِ ربي أيها البنتُ الرحيمه
خيرَ جزاء ٍ من هباتهِ العظيمه=كي تنعمي في نعم الربِّ الكريمه