شعراء أهل البيت عليهم السلام - ضلع السّماء

عــــدد الأبـيـات
36
عدد المشاهدات
16548
نــوع القصيدة
عامية
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
06/01/2011
وقـــت الإضــافــة
10:31 صباحاً

ضِلعُ السَّماءِ " مالي وَقَفتُ على القُبورِ مسلِّماً=قبرَ الحَبِيبِ فَلَمْ يَرُدَّ جَوابي" "أحَبِيبُ مالَكَ لا تَرُدُّ جَوابَنا=أنَسِيتَ بَعْدِي خلَّةَ الأحْبَابي" لَمْ أَنْسَ إذْ أنْسَى عَلِياًّ و الشَّجى=و مُصابَ فاطِمَ طِيلَةَ الأحْقَابِ يُتْمُ الوُجُودِ بِهِ ألَمَّ و آذَنَتْ=أَنْفاسُهُ عَنْ نَفْسِهِ بِذَهابِ وغَدا كَأَنْ لم يَقْتَحِمْ سُوحَ الوَغى=يَوْماً ولم يَكُ هازِمَ الأحْزَابِ بادِي الجَوَى ناحَتْ عَلَيْهِ دُمُوعُهُ=حتى وَجَدْتُ بِدَمْعِهِ أَهْدَابي أسَفِي عَلَيْكَ أبا تُرابٍ ما الأَسى=لَوْلا هَوَاكَ مَذَلَّتي و سِبابِ ما كُنْتُ أَدْرِي ما البُكاءُ و ما الجَوى=مِنْ قَبْلِ حُزْنِكَ ما سَوَادُ ثِيابي عَلَّمْتَني بَذْلَ المَحاجِرِ في الهَوى=كَرَماً و أنَّةَ فاقِدِ الأَحبابِ و تَرَكْتَني نَهْبَ المَآسِي لا أَعِي=إلا عُذوبَةَ لَوْعَتي و عَذابي و عَشِقْتُ فِيكَ الحُزْنَ لا عَنْ ذِلَّةٍ=اللَّيْلُ أَبْدَى في نَوَاكَ شِهابي فَأَذَبْتُ قَلْبي إِثْرَ قَلْبِكَ أُسْوَةً=بِكَ فالتَقى لَكَ مَدْمَعي و خِطابي أكْبَرْتُ فِيكَ أبا الحُسَيْنِ سَجِيَّةً=قد كُنْتَ فيها فِتْنَةَ الأَلْبابِ يومٌ أتَيْتَ الصَّبْرَ فيه كما أتَتْ=صُبْحاً لِقابِيلَ السَّما بِغُرابِ و بَدَيْتَ مِنْ إِعْجَازِ رَبِّكَ مُعْجِزاً=أَعْجَزْتَ فيهِ مَعَاجِزَ الكُتّابِ يومٌ لَو انَّ الأَنْبِيَا بُلِيَتْ بِهِ=لَغَدَتْ هُنالِكَ نُكَّصَ الأَعْقَابِ وا لَهْفَتَاهُ لِهَضْمِ بِنْتِ مُحَمَّدٍ=و لِسِقْطِها مُلْقىً على الأَعْتابِ و لِعَصْرِها بَيْنَ الجِدارِ و بابِها=الله ما صَنَعَتْ يَدُ الأَصْحَابِ شَبُوا بِبَيْتِ اللهِ نارَ صُدُورِهِم=و عَدَوْا على حُرْمَاتِ خَيْرِ كِتابِ و أتَوْا بها شَوْهاءَ دونَ طِلاعِها=كُفْرُ البِلادِ وسُلْطَةُ الأَعْرابِ ما أسْفَهَ الدُّنيا إذا حَكَمَتْ بها=أَمْرَ القُرونِ زَعَانِفُ الأَذْنَابِ بِأَبي قَضَتْ بِنْتُ النَّبِيِّ وما قَضَتْ=إلا بِثَوْبِ كَرامَةٍ و حِجَابِ وسَرى الزَّمانُ بُعَيْدَ يَوْمِ وَفاتِها=أَعشى البَصِيرَةِ فاحِشَ الآدابِ ولَوْ أنَّهُم والَوْا عَلِياًّ ذا التُّقى=لَغَدَوْا بِأَكْرَمِ طائِعٍ و مُجابِ الأَنْزَعُ الفَذُّ الألَدُّ لَدى العِدا=لَيثُ الحِجازِ مُقَطِّعُ الأصلابِ و الواحِدُ المُضَرِيُّ إنْ جِئْتَ الوَرى=نَسَباً فَدُونَكَ قارِعُ الأنْسَابِ قُمْ سائِلِ الكَرارَ عَنْ تَغْسِيلِها=و ارْفَقْ بِهِ إنْ لم تَعُدْ بِجَوابِ واعذُرْ أبا حَسَنٍ لِما قَدْ نابَهُ=عُذْرَ السَّمَيْدَعِ فاقِدِ الأَنْيَابِ فَلَقَدْ رَأى ما قَدْ أَعارَ إلى السَّما=عَيْنَ الكَفِيفِ و لَهْجَةَ المُرْتابِ يَبْكي كَأَحْمَرِ عَيْنِها و كَقُرْطِها=نَثَرَ الحَشا أسَفاً عَلى الأَتْرابِ و كَثابِتِ المِسْمارِ أثْبَتَ لَوْعَةً=دَكَّتْ عَلَيْهِ ثَوابِتَ الأَقْطابِ و حَكَتْ سِياطَ مُتونِها أنفاسُهُ=و كَمَتْنِها أَبْدَى على الجِلْبَابِ و مُشَيِّعاً شَمْسَ النَّهارِ عَشِيَّةً=أجْرَى هُنالِكَ ذائِباً لِمُذابِ يُرْعِيكَ نَفْساً مَنْ يُوارِي نَفْسَهُ=و يُضِيعُ قَبْراً لاحِبَ الأَطْنَابِ فلأنْدِبَنَّ مِنَ الزَّمانِ حَوادِثاً=ما طاعَ شَيْبِي حُزْنُها و شَبابي حَدَثانِ لا أنْفَكُّ عَنْ نَدبَيْهِما=ضِلْعُ السَّماءِ و هامَةُ المِحْرَابِ
Testing