شعراء أهل البيت عليهم السلام - قد هد ركن الضحى فالليل مقتحم

عــــدد الأبـيـات
70
عدد المشاهدات
13426
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
06/01/2011
وقـــت الإضــافــة
10:23 صباحاً

قد هد ركن الضحى فالليل مقتحم قد هُدَّ رُكنُ الضُّحى فالليلُ مُقتَحِمُ=و بِالأَسى سِيقَتِ الأيامُ و الأُممُ و الحادِثاتُ بِرَكبِ النّائِباتِ مَعاً=و كُلَّما أَفْصَحَتْ عَنْ حالِها بُهَمُ و كلُّ عَيْنٍ تَرى قَد أَبصَرَتْ عَدَماً=و كُلُّ سَمْعٍ بِهِ قَد حُكِّمَ الصَّممُ و الناسُ ما إِنْ تَرى أَشكالُهُمْ بَشَرٌ=و هُمْ بِواقِعِهِمْ الذِّئبُ و الغَنَمُ أحكامُهُم عَنْ هَوَى أَحلامِهِمْ نَطَقَتْ=و دِينُهم عَنْ هوى دُنياهُمُ حَكَمُ و شَهوَةٌ كُلُّ ما بِالأَمرِ غايَتُهُمْ=و مَوْتُهم أَفضَلُ الأَعمالِ لَو عَلِموا أرزاقُهُمْ قَصُرَتْ خَيْراتُهُمْ نَفَدَتْ=أَشْكالُهُمْ حَسُنَتْ و القُبْحَ ما كَتَموا أَعْرافُهُمْ نُكِرَتْ أَرحامُهُم قُطِعَتْ=أَلْبابُهُم فَهِمَتْ و الجَهْلَ ما فَهِمُوا فما تَعَلُّلُ قَلبِي و هو ذو كَمَدٍ=و ما تَعَلُّلُ دَمعِي و هو يَنْسَجِمُ وما تواتُرُ شِعري غَيْرَ في خَلَجٍ=تُحيي لَواعِجَهُ الأهوالُ و الألَمُ قد يَصبِرُ المَرءُ عن بَلْواهُ مُحتَسِباً=و الصَّخرُ يَبكيهِ حُزْناً و هو يَبتَسِمُ و رُبَّما غَرَّدَ القُمرِيُّ أُغنِيَةً=و قَلبُهُ بِالأَسى و الشَّجْوِ يكتَدِمُ و رُبَّما ظاهِرٌ للشِّعرِ مُتَّسِقٌ=قد كان باطِنُهُ كالنارِ يَضْطَرِمُ مَنْ مِنْكُمُ آخِذٌ شَكوَى أبُثُّ بِها=لِصَاحِبِ الأَمْرِ قَلْباً شَفَّهُ السَّقَمُ و مُقلَةً قَدْ عَلا إِنسانَها رَمَدٌ=و مَدمَعاً قد جرى في ذابِلَيهِ دَمُ و نَفثةً مِن لَهيبِ القَلبِ أطلَقَها=حالٌ تَساوى بِهِ الإيماءُ و الكَلِمُ يا أيُّها الوِترُ فينا النّائِباتُ غَدَت=شَفعاً على عِدَّةِ الأَيامِ تَقتَسِمُ و ضاقَ مِنّا فَسِيحُ المَشرِقَينِ وكَمْ=مِنّا غَدا صارِمُ الطُّغيانِ يَنتَقِمُ و الأَرْضُ قَدْ فَسَدَتْ حَقاً بِما كَسَبَتْ=أكُفُّ قَوْمٍ على العِصْيَانِ تَعتَزِمُ بلى مَدَدْنا لَكَ الأَيدي فَمُدَّ يَداً=فَمَنْ سِواكَ لَنا مَنْجاً و مُعْتَصَمُ و فَرِّجِ الهَمَّ يا فَرّاجَ كُربَتِها=بِهِمَّةٍ تُستَقى مِنْ نَبْعِها الهِمَمُ و لتَمْلَإِ الأرْضَ عَدْلاً بَعْدَما مُلِئَتْ=ظُلْماً و جَوْراً و شَتِّت شَمْلَ مَنْ ظَلَمُوا يا مَنْ لِقَبْضَتِهِ الأَكْوانُ طائِعَةٌ=يُذْرِي و يُبْقِي وما قَدْ شَاءَ يَسْتَلِمُ و مَنْ لَهُ الدَّهرُ عَبْدٌ و الزَّمانُ لَهُ قِنٌّ=و كُلُّ الوَرى في أَمْرِهِ خَدَمُ مِنْ مَعْشَرٍ خَيْرُ خَلْقِ اللهِ جَدُّهُمُ=و خَيْرُ فاطِمَةٍ في الناسِ أمُّهُمُ هُمْ مَعْشَرٌ مِنْ ضِياءِ اللهِ نورُهُم=و خَلقُهُم قَبْلَ خَلْقِ اللهِ كُلِّهُمُ فالمُرتَضى لا فَتى إلاهُ والِدُهُم=و الفخرُ يَومَ ارتِقاءِ الفخر فخرُهمُ و أمُّهُم فاطِمٌ لا شَكَّ فاطِمَةٌ=عَنِ الجَحِيمِ أُناساً حُبَّها لَزموا و كلُّ شَيءٍ سِواهُم خاضِعٌ لَهُمُ=و كُلُّ هذا البَرى لَوْلاهُمُ عَدَمُ هُمْ مَعْشَرٌ بالفِدى تَحْيَى حَياتُهُم=و دونَ نَيْلِ المَعالِي مَوْتُهم شَمَمُ هُمْ مَعْشَرٌ ضَيْفُهُمْ مَلْكٌ و ضَيْفُهُم=في يَوْمِ عِيدِ الوَغَى الوَحْشُ و الرُّخَمُ مِن كلِّ مُتَّخِذٍ للحَربِ أُهبَتَها=بالقلبِ مدَّرِعٌ بالبأسِ مُلتَثِمُ يَجري على وَجهِهِ ماءُ الحياءِ كما=يَجري على سَيفِهِ في الجَحفَلَينِ دَمُ ما خالَطَ الضَّيمُ أجفاناً له أبداً=كَريمُ نَفسٍ و مِن أخلاقِهِ الكَرَمُ ترى نواديَّهُم بِالجُودِ باسِمةً=كما مَواضِيهمُ في الحَرْبِ تَبْتَسِمُ يا شِبلَ هاشِمَ للهَيْجاءِ بَأْسُكُمُ=و للقَنا و الصِّفاحِ البيضِ كَفُّكُمُ قد أُشهِدَت عنكُم البطحاءُ مُعترَكاً=و عن جَزيلِ الثَّنى تَحكيكُمُ الرُّجَمُ أنتم مطاعِنُها أنتُم مطاعِمُها=أنتُم ركائزُها و الطَّودُ و القِممُ أنتُم ضراغِمُها أنتُم بواسِلُها=أنتُم أصايِدُها بل سَيلُها العَرِمُ قد ملَّ سَيفُكَ غَيظاً أنتَ كاظِمُهُ=كما بِقَلبِك صدرٌ ملَّ يَحتدِمُ لم تبقِ أسيافُكُم قِدماً عَدُوَّكُم=و لم يَدَع ذِكرُكم ذكراً لِغَيرِكُمُ فَمَن لِدُهمِ الجِيادِ السّابِقاتِ إذا=تَغِيبُ عَنْها و مَنْ للهَوجِ يَقتَحِمُ و مَن لِحَدِّ الضُّبى تَبكِي قَوائِمَها=و مَن لِسُمرِ القَنى بالبُؤسِ تتَّسِمُ أسرِجْ جواداً لِجامُ الفَتكِ صَولَتُهُ=لِتَجعَلَ الخَيلَ فَوقَ الخَيلِ ترتَكِمُ و أنجِعِ السَّيفَ من أعناقِ باقِيةٍ=لآلِ حَرْبٍ فَقَدْ أَجْرَتْ دِماءَكُمُ و اطْعَنْ بِحيثُ اِلْتَقى مِنْكُم بوادِرَها=و أنهِضِ البَأْسَ حَيْثُ القَوْمُ قَدْ جَثَمُ و لتُلبِسِ الدّينَ ثَوْباً سِردُهُ عَلَقٌ=و كَفُّهُ البَطشُ و الأَشفَارُ فيهِ فَمُ لا بأسَ قَتلُ الرِّجالِ الصّيدِ في وَغَلٍ=فاللَّيثُ شيمَتُهُ الإقدامُ و الشَمَمُ فما التَّصَبُّرُ هذا يا ابْنَ حَيْدَرَةٍ=و القَوْمُ ما صَبَرُوا كَلا ولا حَلَمُوا و ما اعتِذارُكَ يا عِرنينَ هاشِمِها=إذا سَمِعتَ بِأَرْضِ الطَّفِ ما هَشَمُوا يومٌ بِهِ قَدْ بَكى وَجْهُ السَّماءِ دَماً=و أَنْجَبَ الدَّهْرُ خَطْباً لَيْسَ يَنْصَرِمُ قُمْ في ثَرى كَربلا و انشُدْ مَآثِرَها=عَنْ بُلْغَةٍ كَلَّ في تَبلِيغِها الكَلِمُ و لَوحَةً من مِدادِ الدمِّ يَرسِمُها=سَيفٌ على حَدِّهِ الأَعْناقُ تَرتَسِمُ ترى لُيوثاً غَداتَ المَوْتِ آنسَهُم=حَتْفٌ فَمِنْ دونِهِ الأجسَادُ تَنْحَطِمُ نَيْفٌ و كُلَّ الهُدى قد كان فِعلُهم=ففردُهُم أمَّةٌ و جَمعُهُم أُمَمُ مشَوا إلى مَضجَعٍ رَغدٍ بِهِ اضطَجَعوا=و خَلَّفوا مَدمَعَ الأيامِ يَلْتَطِمُ باتوا بِظِلِّ القَنى عطشى موارِدُهم=فيه دِماءُهُم رياً لما قَسَموا فيَشهَدُ المَوتُ فيهِم حينما قُتِلوا=أن لم تَمُتْ فيهِمُ الأخلاقُ والذِّمَمُ فانظُر إلى قَمَرٍ عِندَ الفُراتِ قَضى=و كم بَكَت بَعدَهُ الأسحارُ و الظُّلَمُ تُبرى يَداهُ بِحَدِّ المُرهَفاتِ و كم=قد باتَ في راحَتيها البأسُ و الكَرَمُ و انظُر إلى الرَّأسِ رأسِ الدينِ مُرتَفِعاً=إذ حقَ أن يَرتَفِع في كَفِّكَ العَلَمُ و انظُر إلى جَسَدٍ أكفانُهُ نُسِجَت=من حافِرِ الخَيلِ عدواً فهي تلتَحِمُ و انظر إلى خِدر مَن مِن خِدرِها سُلِبَت=لِجَدِّها شَتَموا لِرُكنِها هَدَموا ألَم ترى مَتنَها فالزَّجرُ آلَمَها=حتى إذا ما نبا في مَتنِها الوَرَمُ أذاكَ صَبرٌ و ملَّ الصَّبرَ صابِرُهُ=و القَومُ قِدماً على الزَّهراءِ قد هَجَموا يا صاحِبَ الأمرِ هذا شَجوُ شاجِرةٍ=في القَلبِ تنثُرُ جمراً و هو يَنتَظِمُ نظمٌ هَتَكتُ به سِترَ البَيانِ على=يَومٍ به تُهتَكُ الأستارُ و الحُرَمُ نظمٌ بِروحِ الدُّجى قَهراً أكابِدُهُ=فلم يجدني سوى في نجمه الكَلِمُ فاقبل سَجِيَّةَ مَفؤودِ الفُؤادِ ففي=سِواك لم تَنطقِ الآياتُ و الحِكَمُ صلى الإله عَليكُم كلَّما سَجَعَت=ورقاءُ أو خطَّ في أفضالِكُم قَلَمُ محمد عبد رضا الحرزي
Testing