شعراء أهل البيت عليهم السلام - بكت الديار - تخميس قصيدة (إن كان عندك عبرة تجريها)

عــــدد الأبـيـات
30
عدد المشاهدات
17869
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
06/01/2011
وقـــت الإضــافــة
10:05 صباحاً

بَكَتِ الدِّيارُ على افتِقادِ بَنيها=فأطِلْ وُقوفَ العيسِ يا حاديها أَوَ ما سَمِعتَ بُكاءَها لِذَويها=إن كان عِندَكَ عبرةٌ تُجريها فانْزِل بأرضِ الطَّفِّ كي نَسقيها فلَكَم ألِفتُ بها سَراةَ عَشيرةٍ=بيضَ الخِصالِ و ثَمَّ دارُ مُروءةٍ رُحماكَ فاندُبها لِكُلِّ كريمةٍ=فعسى نَبُلُّ بها مَضاجِعَ صَفوَةٍ ما بُلَّتِ الأكبَادُ مِنْ جاريها أنْزَلتُ قَلبي و الدُّموعَ بدارةٍ=لِرُسومِها في العَينِ تَوْأَمُ عَبرةٍ أسعى بها وَجِلاً ولستُ بِصُحبةٍ=و لقد مَرَرتُ على منازِلِ عِصمَةٍ ثِقلُ النُّبُوَّةِ كان أُلقِيَ فيها فحكيتُها و حَكَت حشايَ كأنَّني=مِنها بِقلبٍ يَستَقيمُ و يَنثَني و كأنَّها منّي بِطَرفٍ لا يَني=فبكيتُ حتى خِلتُها ستُجيبُني بِبُكائِها حُزناً على أهليها فَوَقَفْتُ فيها وَيْكَ وَقفةَ مُخبِرٍ=عنها و رَسمُ الدّارِ ليسَ بِمُنكَرٍ جَلَدي فلِنتُ إلى البُكاءِ بِمَحجَرٍ=و ذَكَرتُ إذ وَقَفَت عَقيلَةُ حَيدَرٍ مَذهولةً تُصغي لصَوتِ أخيها لَكأنَّها الزَّهراءُ ساعةَ هَضمِها=و أبو تُرابٍ في دَناءةِ خَصمِها عَجَباً لأنَّتِها و شِدَّتِ حَزمِها=بأبي التي وَرِثَت مَصائبَ أُمِّها لَهْفي لَها و لآلِها و لأسرِهِم=لهفي لِحَيدرَ حاسِراً و لأُمِّهِمْ يا أحمَدُ المُختارُ وهي ككُلِّهم=لم تَلْهُ عن جَمْعِ العِيالِ و حِفظِهمْ بِفِراقِ إخوَتِها و فقدِ بَنيها ما إن ذَكِرْتُ مُصابَها إلا جَرَتْ=عَيني فدعْ لومي إذا ما قُرِّحَتْ فَعَقيلَةُ الكَرّارِ وا أسفي بَدَت=لم أنسَ إذ هَتَكوا حِماها فانثَنَتْ تشكو لواعِجَها إلى حاميها مِن قَبلُ كانَتْ و الأُسودُ لها حِمى=وَجِلاً يَمُرُّ بها السَّحابُ إذا هَمى و اليوم من فرطِ الظَّمى تحكي الظَّمى=تَدْعُو فَتَحترِقُ القُلوبُ كأنَّما يَرمي حَشاها جَمرَهُ مِن فيها أَ أُخيَّ و الرُّكبانُ فينا طوَّحَت=و بِلُؤمِها بينَ المَصارِعِ قد مَشَتْ فلَكُم بَكينا و النِّياقُ لنا بَكَتْ=هذي نِساؤُكَ مَن يَكونُ إذا سَرَتْ في الأسرِ سائِقُها و مَن حاديها أرَضيتَ تُسبى يا ابنَ ثابِتِ دينِها=و كَمِيَّ صَهوَتِها و عِزَّ جَبينِها عُجْ بالفُراتِ و قٌلْ لِلَيثِ عَرينِها=أيَسوقُها زَجرٌ بِضَربِ مُتونِها و الشِّمرُ يَحدوها بِسَبِّ أبيها أَ حسينُ بَعْدَكَ لا تَقرُّ عُيونُها=الصَّبرُ يُنجِدُها و فيكَ يخونُها سارَت وما بَرِحَت عليكَ جُفونُها=عَجباً لها بالأمسِ أنتَ تَصونُها و اليوم آلُ أُميَّةٍ تُبديها قد بشَّروا هِنداً بِذاكَ و بارَكوا=و على هَوانِي آلَ صَخرٍ أضحَكوا و أجَلُّ من هذا بِقَتلِكَ أنهَكوا=حَسرى و عزَّ عَليكَ أن لم يَترُكوا لك من ثِيابِكَ ساتِراً يَكفيها أسَفي عليها أم عليكَ نَحيبُها=وكِلاكُما صُمَّ الصُّخورِ يُذيبُها تنعاكَ مُعوِلةً و أنتَ تَريبُها=و سَرَوْا بِرأسِكَ بالقَنا و قُلوبُها تَسمو إليه و وَجدُها يُضنيها تَسمو له و مِثالُهُ كمِثالِها=و ظِلالُهُ لمّا سَما كظِلالِها إنَّ الأكُف يَمينُها كَشِمالِها=إنْ أخَّروهُ شَجاهُ رُؤْيَةُ حالِها أو قدَّموهُ فحالُهُ يُشجيها
Testing