"نحن أناس نوالنا خضل - في الإمام الحسن (ع) السيد جعفر الفرزدق الديري
جاء أعرابي سائلا فقال الإمام الح... ن(ع): أعطوه ما في الخزانة، وكان فيها عشرة آلاف درهم فقال له الأعرابي: يا سيدي هلا تركتني أبوح بحاجتي، وأنشر مدحي؟ فأجابه الإمام: "نحن أناس نوالنا خضل* يرتع فيه الرجاء والأمل"
على هذا المنوال أتابع:
نحن أناس نوالنا خضل=يرتع فيه الرجاء والأمل
شراعنا بالهدى تسايره=نسائم الخير أين ينتقل
ونبعنا كلّما أفاض على=جدب من العيش أعشبت سبل
ونحن نور النبي عترته=ونحن صنو الكتاب والثقل
أضاء للكون وجه أحمدنا=فانشق حتى بوجهه زحل
ويمحق الكفر سيف قائمنا=لله يدعو وصوته أسل
يا مانع الغيث في أوائله=أما ترجّى النجاة تحتمل
إن لم نكن نحن فيض رحمته=فمن سوانا عليه تتكل
ومن سوانا أراق من دمه=ما أنبت الأرض وانتشت ذبل
ومن سوانا يبيت في قلق=يحمي نبيا ترومه السّفل
ومن سوانا تقيم رايته=دعائم الدين أينما تصل
ومن سوانا إذا دنت كرب=أزالها والحروب تشتعل
المرتضى رعدها وبارقها=وصاعق من يديه ينهمل
ليث كأن الحروب ما وجدت=إلا على ساعديه تحتفل
أقام للحق دواة فغدت=تصارع الدهر والردى خجل
وسار كالطود سامقا ولقد=يضيع في إثره صدى ثمل
زهت بنا أنفس فسرن بها=إلى المعالي بصائر مثل
وجاوزوا فضلنا وقد علموا=أنّا سراط الإله والأمل
أراذل ساوموا بأنفسنا=مراتع العيش ملؤها وحل
وخالفوا جدّنا وقد نطقت=بالحق فينا الآيات والرسل
وإنما نحن في الزمان شذى=يسري فيسمو الوجود يبتهل
من تبر طه النبي تربتنا=أشجارها ترتوي وتغتسل
وآ.. د.. م كان فضل نعمتنا=ونورنا في بنيه يكتمل
بنا استقامت مجرّة وهوت=بصرعة الكفر أنفس همل
وما سقى ربنا الحياة سوى=من فيض أوداجنا وما نصل