أناجيكَ يا موجودُ في كل مهجةٍ = يؤوب لها من موطنِ الفجر كوثرُ
لعلّك توفيني خشوعاً وسؤددا = فيهتزّ عرفاني ويربو ويثمرُ
لقد جئتُ والفرعون لثّم فطرتي = لألقيّ ليلاً من عصيّ فأسحرُ
وقد جئتني مُوسى وألقيت حُزمة = من الحق فاندكّ البيان المزوّرُ
فما أنا إلا ساحرٌ خرّ ساجداً = وما أنت إلا الشامخُ المتصدرُ
تقبل جنوني في هواك وبالسماء = تصدق على أرضي فوجدي مقفرُ
أيا راكعاً مما حملت من الضيا = عناقيدَ فيها مُهجة الشمس تثمرُ
ستبقى ومهما أنْطق الليلُ شوكه = شراعاً وفيه وارفِ النور مزهرُ
ومهما أقام السادِرون بغيظهم = وعنك تولّى العابسون وأدبروا
فأنت الذي تمشي الحقيقة بإسمه = وهم كذبٌ أو قُل سراباً مكسرُ
ضجيجهمُ صمتٌ وصمتك ضجة = ومرمرهم تربٌ وتربكَ مرمرُ
أيا بلغة الوفّاد يا مسْجد التقى = ويا صبغة العبّاد بالله تحبرُ
بفجرك شعّت في الكتاب قلائدٌ = وبإسمك عيْن الأبجدية تفخرُ
فعينك علياء ولامُكَ لامعٌ = من العرشِ منسوجٌ به الروح تؤسرُ
وياؤك يا كرارُ غير مهزّم = يد الله تلوي الإنكسار وتَقهرُ